أكد الكاتب والباحث السياسي جمال رائف، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدفع نحو المزيد من التصعيد داخل قطاع غزة، موضحًا أن "نتنياهو يتحدث عن مزيد من الحرب والقتل والأعمال الإجرامية، في ظل غياب الإرادة السياسية للانخراط في مفاوضات جدية تؤدي إلى الإفراج عن المحتجزين".
صفقة "الكل مقابل لا شيء"
ولفت "رائف"، إلى أن نتنياهو يسعى إلى تحقيق صفقة بمفهوم "الكل مقابل لا شيء"، حيث يريد استعادة جميع المحتجزين دون تقديم أي تنازلات، مضيفًا: "لا يرغب نتنياهو بوقف إطلاق النار، ولا الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة، ولا حتى السير في أي مسار سياسي، بل يركز فقط على استرجاع المحتجزين دون مقابل، وهو أمر غريب".
إفشال مسارات العمل السياسي
ويعتقد "الباحث السياسي"، أن التصريحات الإسرائيلية الحالية تهدف إلى تدمير مسارات العمل السياسي، مشدداً على أن التقدم نحو هدنة يتطلب صفقة تبادل أسرى ووقفاً لإطلاق النار، تمهيداً للعودة إلى التفاوض، مؤكدًا أن نتنياهو، عبر تصعيده العسكري، يحاول إجهاض أي تحركات سياسية محتملة.
خوف إسرائيلي من الاتفاق الإيراني الأميركي
وفي السياق ذاته، أشار "الباحث السياسي"، إلى أن التصعيد العسكري الإسرائيلي قد يكون مرتبطاً بتطورات إقليمية أخرى، خصوصًا المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، قائلًا: "نتنياهو يخشى أن يؤدي اتفاق بين واشنطن وطهران إلى إحباط المبرر الذي يستخدمه لتبرير التصعيد والفوضى بالمنطقة".
وأوضح أن استمرار التصعيد قد يهدف إلى جرّ الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، للانخراط مجدداً في صراعات المنطقة.
وأردف "الباحث السياسي"، أن نتنياهو يستخدم غزة كأداة ضغط لإرباك الإدارة الأميركية، معبراً عن قلقه من المسار الإيجابي للتفاوض بين الولايات المتحدة وإيران، كما أشار إلى أن نتنياهو يحاول خلق المزيد من الفوضى للحفاظ على مبرراته للتصعيد الإقليمي.
نتنياهو يصر على استمرار الحرب
وجاء ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة مسجلة مساء السبت، عن عدم وقف الحرب على غزة حتى القضاء على حركة حماس وإعادة المحتجزين، مشددًا على أنه وجه الجيش الإسرائيلي لزيادة الضغط العسكري على القطاع، معتبراً أن المعركة تمر بمرحلة حاسمة تتطلب "النفس الطويل لتحقيق النصر".
رفض دعوات التهدئة
وأشار "نتنياهو"، إلى أن إسرائيل لو استجابت للدعوات الداعية إلى وقف الحرب، لما كانت تمكنت من تغيير "وجه الشرق الأوسط"، معتبراً السيطرة على محور فيلادلفيا في غزة وعمليات استهداف اتصالات حزب الله من إنجازات الحرب.
كما شدد "نتنياهو"، على أن إسرائيل لن تتوقف حتى يتم "تدمير حماس كلياً"، محذراً من أن الإخفاق في ذلك سيؤدي إلى تكرار أحداث السابع من أكتوبر.
فشل مفاوضات تبادل الأسرى
واتهم "نتنياهو"، حركة حماس برفض مقترح إسرائيلي للإفراج عن المحتجزين، لافتًا إلى أن الشروط التي وضعتها الحركة تهدف إلى "إخضاع إسرائيل".
وكان خليل الحية، رئيس حماس في غزة، قد شدد على استعداد الحركة لمبادلة كافة الأسرى مقابل إنهاء الحرب وإعادة إعمار القطاع، إلا أنه رفض العرض الإسرائيلي الذي وصفه بأنه "تعجيزي".
والجدير بالذكر أن الهدنة السابقة التي بدأت في 19 يناير، شملت الإفراج عن 33 محتجزاً، من بينهم 8 جثث، مقابل إطلاق سراح نحو 1800 أسير فلسطيني، ومع ذلك، لم تتمكن المفاوضات من التوصل إلى تسوية دائمة لإنهاء الحرب، وبينما يتواصل الجمود السياسي، تبقى الأوضاع الإنسانية والأمنية في قطاع غزة مرشحة لمزيد من التدهور.