أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجة من الغضب والانتقادات الحادة، عقب مشاركته في مناسبة عائلية خاصة تزامنت مع احتجاجات شعبية شهدتها بلدة مازور وسط البلاد.
وعلى الرغم من إعلانه رسميًا عن إلغاء مشاركته في احتفال ختامي بمناسبة نهاية عيد الفصح اليهودي بسبب مقتل جندي وإصابة خمسة آخرين في قطاع غزة، إلا أن نتنياهو فاجأ الجميع بحضوره في نفس اليوم ونفس البلدة حفل "الحناء" الخاص بابنه أفنير، والذي نظمته عائلة خطيبته سارة استعدادًا لزفافهما المرتقب.
اقرأ أيضًا:
- بعد تمسك نتنياهو بالحرب.. ما فرص التوصل إلى هدنة في غزة؟
- معلومات أمنية حساسة.. رئيس الشاباك يقلب الطاولة على نتنياهو
مستفز وغير لائق
هذا التصرف اعتبره كثيرون مستفزًا وغير لائق في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة وحالة الحداد، وانهالت الانتقادات على نتنياهو عبر منصات التواصل الاجتماعي، متهمينه بتجاهل مشاعر عائلات الجنود والرهائن، وبالازدواجية في التعامل مع الحدث.
وردًا على هذه الانتقادات، دافع نتنياهو عن نفسه بمنشور على منصة "إكس" قائلاً: "لن يمنعني شيء من المشاركة في حفل الحناء لابني وتهنئته هو وخطيبته"، في محاولة للتأكيد على الطابع العائلي والإنساني للمناسبة، رغم الحساسية السياسية والأمنية المحيطة.
في الوقت ذاته، كانت البلدة الصغيرة مازور تشهد مظاهرات واسعة مساء السبت، شارك فيها مئات الإسرائيليين للمطالبة بإبرام صفقة مع حركة حماس تفضي إلى إطلاق سراح 59 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، مقابل وقف العمليات العسكرية، وهو مطلب يرفضه نتنياهو بشدة، ما أجج الغضب الشعبي ضده، خاصة من قبل عائلات الرهائن الذين يشعرون أن الحكومة تتخلى عن أبنائهم.
تشديدات أمنية
وقد تعاملت الشرطة الإسرائيلية مع هذه الاحتجاجات بتشديدات أمنية مكثفة، حيث أغلقت مداخل البلدة لمنع المحتجين من قطع الطرق المؤدية إليها، وتخللت المشهد حالات من الاشتباك والتدافع بين قوات الأمن والمتظاهرين.
رغم إعلان مكتبه إلغاء مشاركته.. نتنياهو يحضر حفل حناء ابنه أفنير وخطيبته وسط احتجاجات بسبب مقتل جندي وإصابة آخرين في بيت حانون#سوشال_سكاي#إسرائيل pic.twitter.com/JiOuLSuaP0
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) April 21, 2025
وفي محاولة لتثبيت موقفه السياسي والعسكري، بث نتنياهو خطابًا مسجلاً مساء السبت أكد فيه تمسك حكومته بمواصلة الحرب في غزة حتى تحقيق ما وصفه بـ"الأهداف الاستراتيجية"، وعلى رأسها تدمير حركة حماس بالكامل، وإعادة جميع الرهائن الإسرائيليين، وضمان ألا يشكل القطاع تهديدًا مستقبليًا لإسرائيل.
وبحسب ما أفادت به مصادر إسرائيلية، فإن هناك حالياً 24 رهينة على قيد الحياة داخل قطاع غزة، في حين يعتقد أن هناك 35 آخرين قد لقوا حتفهم.
وفي حين تصر إسرائيل على عقد هدنة مؤقتة لاستعادة الرهائن الأحياء، تتمسك حماس بموقفها الداعي إلى صفقة تبادل شاملة تتضمن وقفًا دائمًا للحرب، وهو ما يشكل محور الخلاف الحالي الذي يعطل الوصول إلى تسوية.