أعلن الفاتيكان، في بيان رسمي، وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عامًا، منهياً بذلك حقبة استثنائية من القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية امتدت لسنوات شهدت خلالها مواقفه الإنسانية البارزة تفاعلاً واسعاً مع أزمات العالم، لا سيما قضايا الحروب والعدالة الاجتماعية.
اقرأ أيضًا:
- بعد الوعكة الصحية.. رسالة مؤثرة من شيخ الأزهر إلى بابا الفاتيكان
- بالفيديو: لحظة لقاء بابا الفاتيكان بـ "سبايدرمان"
آخر وصايا بايا الفاتيكان
وكان البابا فرنسيس قد أطلق، يوم أمس، واحدة من أبرز دعواته الإنسانية الأخيرة، حيث ناشد المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، محذرًا من أن استمرار الحرب الإسرائيلية هناك لا يجلب سوى "الموت والدمار"، كما وصف المأساة الإنسانية المتفاقمة في القطاع بـ"المروعة والمخزية"، في تعبير نادر من نوعه يصدر عن رأس الكنيسة الكاثوليكية.
وجاءت هذه الرسائل المؤثرة ضمن كلمته الخاصة بعيد الفصح، التي ألقيت من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، أمام حشد ضخم احتشد في ساحة الكاتدرائية، في أجواء امتزجت بين الاحتفال الديني والحزن على ما يشهده العالم من مآسي.
ونظراً لتدهور صحة البابا في الفترة الأخيرة، تلا أحد مساعديه الخطاب نيابة عنه، بحسب ما أورده موقع "أخبار الفاتيكان"، إلا أن رسائله لم تفقد تأثيرها، إذ وجه تحياته وتضامنه العميق مع شعوب المنطقة، قائلاً: "أفكاري وصلواتي مع المسيحيين في فلسطين وإسرائيل، كما أنني قريب من الشعبين ككل، في هذه المرحلة المؤلمة التي تمزقها الحرب والعنف".
التوصل إلى هدنة شاملة
وأولى البابا اهتماماً خاصاً بشعب غزة، وتحديداً بالمجتمع المسيحي المحاصر هناك، مؤكداً أن الصراع المستمر في القطاع لا يزال يتسبب في "مزيد من الضحايا والدمار"، ويخلق أوضاعاً إنسانية يندى لها الجبين، داعيًا العالم إلى عدم الوقوف موقف المتفرج.
كما طالب، في ختام كلمته، بضرورة التوصل إلى هدنة شاملة، تشمل الإفراج الفوري عن الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين المحاصرين، الذين يعانون من الجوع والمرض وغياب أبسط مقومات الحياة، مشدداً على أن "السلام وحده هو الأفق الذي يجب أن نعمل من أجله، والرجاء الذي لا يجوز أن نتخلى عنه".