أطلقت عيناف تسينغاوكر، والدة الأسير الإسرائيلي متان تسينغاوكر، هجومًا عنيفًا ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمةً إياه بشكل مباشر بتنفيذ "عملية انتقام شخصية" ضدها من خلال سياسة الإهمال المقصودة، التي يدفع ثمنها ابنها المحتجز منذ أكثر من عام ونصف في ظروف اعتقال وصفتها بأنها "جحيم لا يُطاق ولا يتوقف".
اقرأ أيضًا:
- 3 دول أوروبية تحذر إسرائيل من القيام بهذا الأمر
- "الفرصة الأخيرة".. هيئة البث تكشف موقف إسرائيل من مفاوضات الهدنة
صفقة تبادل محدودة
وفي تصريحات مؤلمة حملت طابعًا إنسانيًا وغضبًا سياسيًا، أكدت عيناف أنها أجرت اتصالات مع شخصيات أمنية وسياسية رفيعة المستوى في إسرائيل، أبلغوها بأن نتنياهو يدرس المضي قدمًا في صفقة تبادل محدودة، لا تشمل جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأوضحت أن هذه الصفقة - وفق ما أُبلغت به - ستبقي على ابنها متان في الأسر، رغم معرفة الجهات المعنية بمكانه الدقيق، حيث يحتجز داخل نفق تحت الأرض برفقة أسير آخر.
ورأت عيناف أن هذا القرار لا يعكس فقط تخليًا سياسيًا، بل يحمل بعدًا انتقاميًا شخصيًا من نتنياهو تجاهها بسبب مواقفها العلنية الناقدة لسياسته، واعتبرت أن "ترك ابنها وحيدًا في الأسر قرار يتجاوز الحسابات السياسية، ويصل حد تصفية الحسابات الشخصية".
كذب ادعاءات نتنياهو
وفي تزامن لافت مع إحياء إسرائيل لذكرى المحرقة، قالت الأم المكلومة: "نحن على أبواب يوم ذكرى الهولوكوست، لكن ابني يعيش هولوكوست حقيقيًا منذ أكثر من 18 شهرًا، هو يعيش في ظلام تحت الأرض، بلا أي مبرر سوى رغبة نتنياهو في معاقبتي أنا".
وأضافت بغضب أن رئيس الحكومة، الذي يملك بيده مفاتيح التفاوض، يختار عمدًا تجاهل إمكانية تحرير ابنها، معتبرةً أن ذلك "انحدار خطير في القيم الإنسانية والتنكر لواجب الدولة تجاه جنودها ومواطنيها المحتجزين لدى جهات معادية".
كما كشفت عيناف أنها حاولت مرارًا لقاء نتنياهو شخصيًا، لكنها قوبلت بالرفض والتجاهل، معتبرةً أن رفضه مقابلتها يندرج ضمن سياسة ممنهجة تتبعها حكومته، أسمتها "سياسة الفرز"، التي تقوم على التمييز بين الأسرى وفق اعتبارات سياسية وانتقامية، لا علاقة لها بمبادئ العدالة أو المصلحة الوطنية.
وأكدت أن تلك السياسة تتناقض كليًا مع ما يردده نتنياهو في تصريحاته العلنية عن التزامه بإعادة جميع الأسرى، ووصفت أقواله بأنها "كاذبة ومجرد دعاية"، مشيرة إلى أن الحكومة تتعامل مع الأسرى كأوراق تفاوض، تستخدم وفق الأجندة السياسية، وليس كأرواح تستحق الإنقاذ.
وفي نهاية حديثها، وجهت عيناف تسينغاوكر رسالة مؤثرة إلى المجتمع الإسرائيلي وصانعي القرار، قالت فيها: "ابني لا يجب أن يترك ليموت في الظلام فقط لأنه لا يخدم أجندة رئيس الحكومة، هذه مأساة إنسانية، وليست قضية سياسية، كفى عبثًا بدماء أبنائنا، لا مزيد من الصفقات المجزأة، لا مزيد من التمييز، آن الأوان لوقف هذه الحرب وفتح قناة تفاوض جادة تعيد جميع الأسرى دون استثناء، هذه مسؤولية الدولة، وهي لا تحتمل المساومة".