أهم ما جاء في كلمة الرئيس عباس خلال الدورة 32 للمجلس المركزي الفلسطيني 

الرئيس محمود عباس
الرئيس محمود عباس

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته خلال افتتاح الدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي الفلسطيني، أن ما يتعرض له أبناء شعبنا في قطاع غزة هو عملية تهجير قسري ممنهج تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم من الإدارة الأميركية، بهدف تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، مشددًا على أن "كل من يهجر في هذه الأيام هو مهجر قسريًا، ولا يجب أن نلعب على الألفاظ مثل طوعي أو قسري، فلو أعطي الناس الماء والغذاء والدواء لما غادروا أرضهم".

مؤامرة لتدمير القطاع

وقال الرئيس عباس، إن الاحتلال ينفذ مؤامرة لتدمير قطاع غزة وتهجير سكانه بشكل كامل ضمن مشروع خطير يستهدف إنهاء الوجود الفلسطيني، معتبراً أن التهجير الذي يجري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعتبر طوعيًا، بل هو جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان.

وأضاف: "نلتقي اليوم في لحظة تاريخية حاسمة نواجه فيها أخطارًا وجودية تعيد إلى الأذهان مشهد نكبة عام 1948، لكن هذه المرة بأدوات أكثر عنفاً ووحشية، فشعبنا في غزة يواجه حرب إبادة جماعية أودت بحياة أكثر من 200 ألف مواطن بين شهيد وجريح".

وكشف الرئيس عباس أن 2165 عائلة فلسطينية أبيدت بالكامل في قطاع غزة، بينما تعرضت 6664 عائلة أخرى للإبادة الجزئية، مشيرًا إلى أن هذه الجرائم ترتكب وسط صمت دولي وتواطؤ واضح من بعض القوى الكبرى.

تصفية القضية الفلسطينية 

وشدد الرئيس عباس، على أن الاحتلال الإسرائيلي استغل الانقسام الفلسطيني منذ عام 2007، والانقلاب الذي نفذته حركة حماس في غزة، كذريعة لتكريس واقع الانفصال وتنفيذ مخططاته التوسعية، مؤكداً أن الهدف النهائي للاحتلال هو إنهاء القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها سواء في الضفة أو في غزة.

اقرأ أيضًا:

كما أكد الرئيس على أن شهداءنا وجرحانا ليسوا أرقاماً في سجلات المعارك، بل هم عنوان لصمود شعب يواجه الاحتلال بإرادة لا تنكسر، داعيًا إلى تحرك فلسطيني وعربي ودولي فوري لوقف هذه الجرائم، وحماية شعبنا من خطر نكبة جديدة بدأت تتشكل ملامحها في غزة.

وتابع الرئيس الفلسطيني، إن الشعب الفلسطيني يواجه تصعيدًا خطيرًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي على مختلف الأصعدة، محذرًا من أن الاحتلال يسعى لتصفية القضية الفلسطينية سياسيًا بالكامل، مستغلًا الظروف الإقليمية والدولية لفرض وقائع جديدة على الأرض.

إرهاب المستوطنين 

وشدد الرئيس عباس على أن سرطان الاستيطان وإرهاب المستوطنين يستهدفان الضفة الغربية والقدس بشكل ممنهج، في إطار خطة تهويد متواصلة تترافق مع انتهاكات صارخة لحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك الانتهاكات المتصاعدة في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي.

وأضاف أن الاحتلال يعمل على فرض سياسة الأمر الواقع في القدس ومحاولة تكريسها كأمر دائم، وهو ما يشكل انتهاكًا خطيرًا لكل القوانين والقرارات الدولية المتعلقة بوضع المدينة المحتلة.

وقف الحرب على غزة

وفي ملف قطاع غزة، قال الرئيس عباس إن أولوية القيادة الفلسطينية اليوم هي وقف حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق شعبنا، وضمان انسحاب الاحتلال الكامل من القطاع، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح إزاء هذه الجرائم.

وتابع الرئيس الفلسطيني: "شعبنا في غزة يواجه ظروفًا قاهرة، لكنه يرفض التهجير ويتمسك بأرضه، ولن نسمح بدفعه قسرًا إلى خارج القطاع، إن ما يجري في رفح يحدث في جنين، فالضفة وغزة وحدة واحدة لا تتجزأ، وسنحارب مخطط التهجير بكافة الوسائل السياسية والدبلوماسية".

كما كشف عباس أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل محاصرة الشعب الفلسطيني ماليًا من خلال سرقة أكثر من ملياري دولار من أموال المقاصة، في محاولة لخنق السلطة الفلسطينية اقتصادياً والضغط عليها سياسياً.

رسالة إلى حماس

وفي سياق حديثه، اعتبر الرئيس أن من صنع نكبة الانقسام لا يحق له اعتبار 200 ألف شهيد وجريح من أبناء غزة مجرد خسائر تكتيكية، داعيًا إلى تحمل المسؤولية الوطنية الكاملة والعمل على توحيد الصف الفلسطيني.

وفي رسالة واضحة إلى حركة حماس، قال الرئيس عباس: "سلموا الرهائن فورًا لسد الذرائع التي تستغلها إسرائيل لمواصلة عدوانها على شعبنا".

واختتم الرئيس الفلسطيني تصريحه بالإشارة إلى دعم بعض الدول الصديقة، قائلاً: "نشكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تبرعه بـ30 ألف طن من القمح، والتي سيتم تحويلها لصالح أهلنا في قطاع غزة"، مؤكدًا أن المساعدات الدولية لا تغني عن إنهاء الاحتلال والاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

كما أشار إلى أن بقاء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في الحكم مرتبط باستمرار الحرب، ما يدل على أن هذه الحرب باتت أداة للبقاء السياسي لدى قيادة الاحتلال وليست مجرد حملة عسكرية.

وكالات