يستعد رئيس حكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب "مجازر حرب" في قطاع غزة، للقيام بزيارة إلى جمهورية أذربيجان، الدولة ذات الأغلبية المسلمة وعضو منظمة التعاون الإسلامي، وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس للغاية وتثير الكثير من التساؤلات حول أهدافها السياسية والاقتصادية.
دولة إسلامية تعتزم استقبال نتنياهو
وبحسب ما ذكرته قناة "i24news" العبرية، في تقرير لها، فأن "نتنياهو" سيجري لقاء مع الرئيس الأذري إلهام علييف في العاصمة باكو.
ومن المرجح أن يتناول اللقاء مناقشة قضايا سياسية وأمنية مشتركة، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصاعد التوترات وتغيرات مهمة في موازين القوى الإقليمية.
والجدير بالإشارة أن هذا اللقاء يتزامن مع تحول أذربيجان إلى وسيط رئيسي بين إسرائيل وتركيا في القضايا الأمنية، بما في ذلك الملف السوري، وهو ما يعكس دورها المتزايد في الساحة السياسية.
الملف النووي الإيراني
كما أن توقيت الزيارة لا يخلو من دلالة، حيث يعتقد أن إسرائيل تهدف من خلال هذه التحركات إلى إرسال رسائل واضحة لإيران بشأن تشكيل تحالف إقليمي ضدها.
وقد تكون هذه الرسائل مرتبطة بزيادة الضغط على طهران، في ظل وجود احتمالات لتنفيذ ضربة عسكرية ضدها، سواء برية أو جوية، لا سيما في إطار القلق من تقدم برنامجها النووي.
العلاقات دبلوماسية
ويجدر الإشارة إلى أنه منذ عام 1992، ارتبطت إسرائيل بعلاقات دبلوماسية وتجارية قوية مع أذربيجان، تشمل صفقات عسكرية هامة، وتعد هذه العلاقات جزءًا من شبكة التحالفات الإسرائيلية في المنطقة، حيث تسعى تل أبيب إلى تعزيز تعاونها مع الدول التي لها علاقات جيدة مع تركيا، مثل أذربيجان، في ظل الوضع الإقليمي المعقد.
الزيارة الأولى منذ مذكرات التوقيف
وتعتبر هذه هي الزيارة الأولى لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى دولة إسلامية منذ صدور مذكرات التوقيف الدولية بحقه من المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر 2024، حيث تتهمه هذه المذكرات، بارتكاب جرائم حرب في غزة، قد تثير موجة من الجدل داخل الأوساط الإسلامية والدولية، إذ إن تل أبيب تواجه انتقادات حادة من المجتمع الدولي بشأن الحرب على غزة، التي خلفت آلاف الضحايا المدنيين.
والجدير بالذكر أن "نتنياهو" ووزير دفاعه، يوآف غالانت، يواجهان قيودًا قانونية ودبلوماسية على تحركاتهما الدولية بسبب مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر 2024، ويتزايد الضغط على الدول التي تستضيفهم، لا سيما في ظل تزايد الانتقادات لدور إسرائيل في الحرب على غزة.
