أكد وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الأربعاء، أن القوات العسكرية الإسرائيلية تواصل عملياتها المكثفة داخل قطاع غزة بهدفين أساسيين يعتبران – بحسب وصفه – المهمة العليا للدولة الإسرائيلية في هذه المرحلة، وهما: استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، والعمل على القضاء التام على البنية العسكرية والتنظيمية للحركة.
وأوضح كاتس أن آلاف الجنود من الجيش الإسرائيلي، سواء من القوات النظامية أو من وحدات الاحتياط، يشاركون حاليًا في القتال داخل غزة، مشددًا على أنهم يخوضون المعارك بشجاعة وإصرار، من أجل تحقيق هذه الأهداف.
اقرأ أيضًا:
- إعلام عبري: تركيا تسمح لحماس والجهاد بالتدريب في هذه الدولة العربية
- وزير إسرائيلي يكشف: هذا هو "مفتاح" التطبيع مع السعودية (تفاصيل)
تهديدات كبيرة
وأشار إلى أن الجنود تمكنوا خلال الفترة الماضية من تحقيق العديد من الإنجازات التي وصفها بأنها "مبهرة"، لكنها تحققت في ظل ظروف بالغة الصعوبة، وتحت تهديدات كبيرة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الكلفة الإنسانية والعسكرية لهذه الحرب باهظة، سواء من حيث الخسائر البشرية أو الأعباء العملياتية.
وفي سياق حديثه عن التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل، أشار كاتس إلى أن ما حدث في السابع من أكتوبر كان بمثابة جرس إنذار، كشف عن ضرورة أن يكون الجيش الإسرائيلي حاضرًا على طول خطوط التماس، لا سيما بين المناطق الحدودية وبين القوى المعادية في لبنان وسوريا وشمال الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف: "يجب أن يقف جيشنا كجدار فاصل بين الأعداء وبين التجمعات السكنية الإسرائيلية، لمنع تكرار أي هجوم مفاجئ".
المشروع النووي الإيراني
كما شدد على الموقف الإسرائيلي الحازم تجاه المشروع النووي الإيراني، مؤكدًا أن إسرائيل مصممة على منع طهران من امتلاك أي قدرة نووية، لأنها – حسب قوله – تمثل تهديدًا وجوديًا قد يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية إذا ما ترك دون ردع.
واختتم كاتس تصريحاته بالتأكيد على أن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل من هذه الحرب هو تحقيق نصر واضح وكامل دون تقديم أي تنازلات، في إشارة إلى رفض وقف العمليات العسكرية أو الدخول في تسويات لا تلبي شروط تل أبيب.
ملف الأسرى
في سياق متصل، تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تصريحات أدلى بها يوم أمس الثلاثاء، إلى ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، حيث كشف عن معطيات رسمية تتعلق بوضعهم الراهن.
وأوضح نتنياهو أن إسرائيل نجحت حتى الآن في استعادة 196 من المختطفين الذين كانوا بيد حماس منذ بداية الحرب، مشيرًا إلى أن هناك 24 أسيرًا آخرين لا يزالون على قيد الحياة من بين إجمالي 59 أسيرًا معروفًا لا يزالون محتجزين داخل القطاع.
وأضاف نتنياهو، بأسلوب يعكس حزنًا ضمنيًا، أن بقية الأسرى – وفقًا للمعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية – لم يعودوا على قيد الحياة، متعهدًا في الوقت ذاته بأن إسرائيل ستبذل كل ما بوسعها لاستعادة جثامينهم وإعادتهم إلى ذويهم.
في أعقاب هذه التصريحات، أكد مصدر من طاقم المفاوضات الإسرائيلي، أن الأرقام التي أعلنها نتنياهو تعكس الواقع بدقة، مضيفًا أن هذا العدد – 24 أسيرًا على قيد الحياة – هو الرقم الرسمي المعتمد لدى الأجهزة المختصة، وهو نفسه الرقم الذي تم إبلاغ الوسطاء الدوليين به أثناء سير المفاوضات حول صفقة التبادل المحتملة مع حماس.