في تطور ميداني لافت داخل قطاع غزة، شرعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في تنفيذ عمليات بحث ميدانية جديدة تهدف إلى العثور على جثث جنود إسرائيليين مفقودين داخل المناطق الشرقية من مدينة غزة، وتحديدًا في حي الشجاعية الذي يشهد تواجدًا عسكريًا مكثفًا لجيش الاحتلال منذ أسابيع.
تأتي العملية ضمن تنسيق ميداني محدود ومؤقت سمح خلاله جيش الاحتلال بمرور فرق من كتائب القسام، برفقة سيارات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى داخل المنطقة التي ما زالت تحت السيطرة الإسرائيلية.
مشاركة مصرية
وفي خطوة تؤكد حجم التعقيد اللوجستي للعمليات الجارية، دخلت آليات مصرية ثقيلة إلى داخل الشريط الحدودي وامتدت نحو أطراف الشجاعية، للمساعدة في فتح الطرق وإزالة الأنقاض لتسهيل حركة الفرق الميدانية التابعة للقسام والصليب الأحمر.
تلك المشاركة المصرية تعكس تنسيقًا إنسانيًا وأمنيًا دقيقًا يهدف إلى إتمام المهمة في أقصر وقت ممكن، وسط حرص القاهرة على ضمان سلامة المشاركين ومنع تجدد المواجهات في المنطقة.
القسام تبدي استعدادًا لتوسيع نطاق البحث
من جانبها، أعلنت كتائب القسام استعدادها الكامل لتنفيذ عمليات متزامنة في أكثر من موقع خلف ما يعرف بـ “الخط الأصفر” الفاصل بين مناطق السيطرة، وذلك بهدف تسريع العثور على جثث الجنود الإسرائيليين المنتشرين في مواقع مختلفة داخل القطاع.
ويعد هذا التحرك أحد أكثر المشاهد الميدانية حساسية منذ وقف إطلاق النار المؤقت، إذ يجمع بين أطراف متناقضة ميدانيًا لكنها تتعاون ضمن إطار إنساني بحت.
تسليم جثامين جنود منذ وقف إطلاق النار
منذ إعلان وقف إطلاق النار الأخير، تمكنت كتائب القسام من تسليم جثامين 18 جنديًا إسرائيليًا من أصل 29 جثة كانت بحوزتها داخل قطاع غزة.
ويرجح أن تكون العملية الحالية جزءًا من اتفاق إنساني غير معلن بين الأطراف، برعاية الصليب الأحمر، يهدف إلى إغلاق ملف المفقودين الإسرائيليين، في مقابل تخفيف القيود على بعض المناطق المدنية المتضررة داخل القطاع.
مشهد إنساني وسط أنقاض الحرب
تأتي هذه التطورات في وقتٍ يعيش فيه قطاع غزة حالة هدوء هش بعد شهور من المواجهات العنيفة، لتبرز عملية البحث في الشجاعية كأحد المؤشرات النادرة على إمكانية عودة التنسيق الإنساني الميداني، ولو بشكل مؤقت، بين القسام والمنظمات الدولية، ضمن محاولات متواصلة لإعادة ترتيب المشهد الميداني والإنساني في غزة.
