دولة أوروبية تقدم مساعدات بقيمة 7.5 مليون جنيه إسترليني لدعم غزة

الحرب في غزة
الحرب في غزة

أعلنت الحكومة البريطانية، عبر وزير شؤون الشرق الأوسط "هاميش فالكونر"، عن حزمة دعم طبي جديدة مخصصة لسكان قطاع غزة، تهدف إلى التخفيف من الكارثة الإنسانية المتفاقمة هناك، وذلك بتمويل مباشر من المملكة المتحدة تبلغ قيمته 7.5 مليون جنيه إسترليني.

ووفقًا لبيان رسمي صادر عن السفارة البريطانية في القاهرة، فإن جزءًا من هذه الحزمة – بقيمة مليون جنيه إسترليني – سيخصص لمنظمة الصحة العالمية في مصر، لمساندة جهود الحكومة المصرية في تقديم العلاج للفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم طبيًا من غزة. 

ويتضمن هذا الدعم تأمين الإمدادات الطبية الأساسية، بما في ذلك أجهزة إعادة التأهيل والأدوية الضرورية، لضمان حصول المرضى على الرعاية المناسبة داخل الأراضي المصرية.

دعم النظام الصحي

وأشار البيان إلى أن هذا التمويل الجديد يأتي مكملًا لمبلغ آخر تم الإعلان عنه في أكتوبر الماضي، وقدره مليون جنيه إسترليني، لتعزيز التعاون بين المملكة المتحدة ومصر في المجال الإنساني، خاصة فيما يتعلق بدعم المنشآت الصحية المصرية التي تستقبل المصابين والمرضى الفلسطينيين.

اقرأ أيضًا:

من جانبه، قال الوزير فالكونر إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، فيما النظام الصحي هناك على شفا الانهيار الكامل، مضيفًا أن إسرائيل مطالبة بالسماح العاجل بمرور المرضى والمصابين من غزة لتلقي العلاج في الخارج، لأن حرمانهم من ذلك يشكل انتهاكًا صارخًا للمعايير الإنسانية الدولية. 

وأكد أن بلاده ملتزمة بتقديم مساعدات منقذة للحياة تضمن توفير الرعاية الصحية لآلاف المدنيين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن لندن تواصل حث جميع الأطراف على العودة إلى وقف إطلاق النار، والانخراط في مفاوضات تفضي إلى إنهاء الحرب، وإطلاق سراح المحتجزين، وتحقيق سلام دائم.

وفي السياق ذاته، أشاد الدكتور نعمة سعيد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، بجهود القاهرة في استقبال العدد الأكبر من الحالات الطبية القادمة من غزة، مؤكدًا أن الحكومة المصرية تقدم الرعاية الصحية للفلسطينيين دون تمييز، في نحو 170 مستشفى موزعة على 24 محافظة داخل الجمهورية. 

وأضاف سعيد: "نثمن علاقتنا التاريخية مع المملكة المتحدة، ونرحب بالدعم المالي الجديد الذي سيمكننا من مواصلة التعاون مع وزارة الصحة والسكان لضمان حصول الجرحى من غزة على الرعاية اللازمة". 

ولفت إلى أن أفضل علاج في النهاية هو السلام، داعيًا إلى وقف إطلاق النار ورفع القيود عن دخول المساعدات إلى غزة.

دعم منظمة UK-MED

إلى جانب الدعم الموجه لمنظمة الصحة العالمية، أعلنت المملكة المتحدة عن تخصيص 1.5 مليون جنيه إسترليني إضافية لمنظمة "UK-MED"، لتمكينها من مواصلة تشغيل مستشفاها الميداني، الذي يقدم خدمات طبية حرجة في القطاع، ووفقًا للبيان، فإن كوادر UK-MED تمكنت من علاج أكثر من 410,000 مريض منذ اندلاع العدوان.

كما كشف الوزير فالكونر عن مساهمة جديدة بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني لصالح صندوق المساعدات الإنسانية للأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي تديره الأمم المتحدة، وسيوجه هذا التمويل لدعم مشاريع توفر خدمات الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والنظافة، بالإضافة إلى الغذاء والمأوى وخدمات الحماية في حالات الطوارئ داخل غزة.

وفي بادرة إنسانية خاصة، أعلن عن بدء علاج طفلين فلسطينيين من غزة داخل المملكة المتحدة، بدعم كامل من منظمة "مشروع الأمل النقي" الخيرية، التي تنسق مع أطباء بريطانيين ومتخصصين في تقديم الرعاية للأطفال المتضررين من النزاعات. 

وقد تولت المنظمة تغطية تكاليف البرنامج كاملة، فيما قدمت الحكومة البريطانية التسهيلات اللازمة.

تعاون مع مصر

بدوره، أعرب السفير البريطاني لدى القاهرة، جاريث بايلي، عن تقديره للدور الحيوي الذي تلعبه مصر في الاستجابة للأزمة في غزة، مؤكداً أن المملكة المتحدة فخورة بشراكتها مع مصر ومنظمة الصحة العالمية في هذا العمل الإنساني المهم. 

وقال: "التزامنا المشترك واضح وصريح: تأمين الرعاية الصحية العاجلة للجرحى والمصابين في غزة، سواء داخل مصر أو في بريطانيا".

وفي ختام البيان، جددت الحكومة البريطانية تأكيدها على التزامها الأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أنها قدمت خلال العام المالي الماضي 129 مليون جنيه إسترليني كمساعدات للأراضي الفلسطينية المحتلة، بهدف دعم الخدمات الصحية وغيرها من القطاعات الأساسية، في ظل تصاعد المعاناة نتيجة العدوان المستمر على قطاع غزة.

الدستور