أفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الاتفاق النووي المرتقب بين إيران والولايات المتحدة قد لا يبتعد كثيرًا عن الصيغة الأصلية للاتفاق الذي تم توقيعه في عام 2015.
وشددت "المصادر"، على أن الاتفاق الذي يجري الإعداد له حالياً سيكون مشابهاً لذلك الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018 خلال فترته الرئاسية الأولى.
اتفاق طويل الأمد وتشديد للمراقبة
ولفتت "المصادر"، إلى أن ترامب يعتزم إبرام اتفاق يمتد لـ25 عاماً، مع تشديد كبير على آليات التحقق، دون أن يتضمن تفكيكًا كاملاً للبرنامج النووي الإيراني.
ووفقًا لما جاء في الشروط التي يتم التفاوض بشأنها، فأن إيران ستعمل على تقليص أو تصدير مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، كما ستقوم بتقييد كميات هذا المخزون، علاوة على الحد من استخدام بعض أنواع أجهزة الطرد المركزي.
كما تشمل المحادثات أيضاً خفض حجم مخزون إيران النووي تحت إشراف صارم وغير مسبوق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك مقابل تخفيف كبير في العقوبات المفروضة على طهران.
إيران تلوّح بمبادرات لخفض التوتر
وفي السياق ذاته، أكدت "رويترز"، أن إيران عرضت عدم تصنيع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية كبادرة حسن نية، في محاولة لتمهيد الطريق نحو اتفاق مقبول من الطرفين.
وضمن الترتيبات المقترحة، تتم مناقشة إرسال جزء من مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني إلى الخارج، وربما إلى روسيا، كما طرحت إيران حتى فكرة بيع هذا المخزون إلى الولايات المتحدة نفسها.
محادثات متوقفة وخشية من التصعيد
وعلى الرغم من هذه المبادرات، لفتت "رويترز"، إلى أن المفاوضات بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي توقفت في انتظار تقديم طهران لتنازلات جوهرية تضمن منعها من تطوير قنبلة نووية.
كما أوضحت "رويترز"، نقلًا عن مسؤول إيراني سابق قوله إن بلاده ما زالت تشعر بقلق بالغ من احتمال شنّ إسرائيل هجوماً عسكرياً على إيران، سواء تم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة أم لم يتم.
نتنياهو يتفاجأ من قرار واشنطن
وأعربت "المصادر"، عن دهشة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قرار ترامب بدء مفاوضات مباشرة مع إيران الشهر الماضي.
والجدير بالذكر أن "نتنياهو" قد توجه إلى واشنطن على أمل الحصول على دعم من ترامب لتوجيه ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، إلا أنه تفاجأ بأن المحادثات مع طهران ستبدأ خلال أيام، وهو ما أبلِغ به قبل أقل من 24 ساعة من ظهوره في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأميركي.