تساؤل وسخرية.. كيف علقت قطر على تصريحات نتنياهو التحريضية؟

قطر وإسرائيل
قطر وإسرائيل

أعربت دولة قطر عن رفضها الشديد واستنكارها العلني للتصريحات التحريضية التي صدرت عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي جاءت كرد فعل على الموقف القطري الرافض للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

وفي هذا السياق، وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية الدكتور ماجد الأنصاري، تلك التصريحات بأنها تفتقر تمامًا إلى الحد الأدنى من المسؤولية السياسية والأخلاقية، منتقدًا الخطاب الإسرائيلي الذي يصور الجرائم العسكرية الجارية في غزة وكأنها دفاع عن "التحضر".

اقرأ أيضًا:

تساؤل قطري

 واعتبر الأنصاري أن هذا النوع من الخطاب يعيد إلى الأذهان سرديات أنظمة قمعية استبدادية عبر التاريخ استخدمت نفس المفردات الزائفة لتبرير فظائعها بحق الشعوب الأعزل.

وفي منشور له على منصة "إكس"، طرح الأنصاري تساؤلًا مباشرًا حول ما إذا كان الإفراج عن 138 أسيرًا قد تم عبر الوسائل العسكرية كما تدعي إسرائيل، أم بفضل جهود الوساطة التي قادتها قطر، وهي الجهود التي تتعرض اليوم – حسب تعبيره – لهجوم غير مبرر وتشويه متعمد، وأكد أن هذه الوساطة لعبت دورًا أساسيًا ومحوريًا في تحقيق تقدم ملموس في ملف الأسرى.

كما لفت الأنصاري إلى أن غزة تعاني من أوضاع إنسانية مأساوية، وصفها بأنها "من بين الأسوأ في العصر الحديث"، مشيرًا إلى أن أهالي القطاع يواجهون حصارًا خانقًا وتجويعًا متعمدًا وحرمانًا قاسيًا من الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والدواء والمأوى، فضلًا عن استخدام المساعدات الإنسانية كأداة للابتزاز السياسي، وأضاف متسائلًا بسخرية مبطنة: "هل هذا هو النموذج الحضاري الذي تسعى إسرائيل لتقديمه للعالم؟".

موقف ثابت

وشدد الأنصاري على أن السياسة الخارجية لدولة قطر تقوم على ثوابت راسخة تنطلق من مبادئ احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، مؤكدًا أن هذه المبادئ لا تتناقض مطلقًا مع دور قطر كوسيط محايد وموثوق يسعى دائمًا إلى نزع فتيل الأزمات لا تأجيجها.

كما رفض الأنصاري محاولات التضليل الإعلامي والضغط السياسي، مؤكدًا أن هذه الحملات لن تثني دولة قطر عن موقفها الداعم للشعوب المضطهدة، ولن تغير من تمسكها بالدفاع عن المدنيين العزل ورفض ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الإنسانية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن قطر تواصل العمل بشكل وثيق مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية بهدف الوصول إلى وقف عاجل لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون عراقيل، والعمل على إرساء سلام عادل وشامل يستند إلى قيم العدالة الإنسانية، وليس على سياسات البطش والتجويع والمعايير المزدوجة.

وقف الإبادة الجماعية 

وقد جاءت تصريحات الأنصاري ردًا مباشرًا على الهجوم الإعلامي الذي شنه مكتب نتنياهو ضد الدوحة، متهمًا إياها بـ"ازدواجية الخطاب"، وذلك بعد أن طالبت قطر، خلال جلسة لمحكمة العدل الدولية، بضرورة وقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، والسماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع المحاصر.

وخلال الجلسة المنعقدة في محكمة العدل الدولية يوم الخميس الماضي، شدد ممثل قطر، السفير مطلق بن ماجد القحطاني، على أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، موضحًا أن سياساتها الحالية تهدف إلى تدمير جيل كامل من الفلسطينيين، عبر استخدام التجويع كسلاح ممنهج، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويمثل جريمة حرب وفقًا لنصوص نظام روما الأساسي.

وكالة معا الاخبارية