أفادت وسائل إعلام عبرية، الأحد، أن عشرات الآلاف من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي تلقوا أوامر استدعاء، في ظل التحضيرات الجارية لتوسيع العدوان على قطاع غزة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "الكابينت" الإسرائيلي السياسي-الأمني من المتوقع أن يصادق على خطط جديدة لتصعيد القتال، الأمر الذي يتطلب استدعاءاً واسعاً لجنود الاحتياط.
ولفتت "الصحيفة العبرية"، إلى أن آلاف الإخطارات أُرسلت خلال الأيام الأخيرة إلى جنود الاحتياط، مطالبة إياهم بالاستعداد للالتحاق بالقوات.
كما أوضحت "صحيفة هآرتس" العبرية، أن الجيش الإسرائيلي بدأ ليل السبت/الأحد بإرسال أوامر التجنيد، ضمن الاستعدادات لتوسيع العمليات العسكرية في القطاع.
رفض شعبي وإرهاق ميداني
ووفقًا لما ذكرته التقارير الإسرائيلية، فأن العديد من جنود الاحتياط أعربوا عن عدم رغبتهم في تلبية الأوامر العسكرية بسبب ما وصفوه بـ"الإرهاق الشديد" جراء الاستدعاءات المتكررة وطول فترة الخدمة.
وفي السياق ذاته، صرحت مصادر عسكرية لـ "هآرتس"، أن المدة الزمنية لخدمة الاحتياط غير واضحة حتى الآن، وأن الغالبية سيتم نشرهم مكان الجنود النظاميين في الضفة الغربية وعلى الحدود الشمالية، تمهيداً لنقل الوحدات النظامية إلى جبهة غزة.
وشددت "الصحيفة"، على أن هذا الإجراء يتجاوز ما تم التخطيط له مسبقاً في إطار النشاط العملياتي، حيث أُبلغ جنود الاحتياط سابقاً بخطة تمتد لـ 12 شهراً، إلا أن التطورات الأخيرة دفعت الجيش لتغيير المسار.
كما سبق وأعلن عدد من الضباط والجنود رفضهم المشاركة في الجولة القادمة من الحرب.
توسع في الحرب
كما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتخذ قراراً خلال اجتماع أمني مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، يقضي بتوسيع العمليات العسكرية، بما يشمل استدعاء آلاف العسكريين من قوات الاحتياط.
والجدير بالإشارة أن القرار قد جاء بالتزامن مع رفض نتنياهو لمقترحات حركة حماس التي أعلنت الجمعة أنها قدمت رؤية لوقف إطلاق نار شامل ومتزامن يمتد لخمس سنوات، بينما أصر نتنياهو على تجزئة الملفات.
تظاهرات داخلية وغضب عام
بالتزامن مع الخطط العسكرية، خرج آلاف الإسرائيليين، السبت، في تظاهرات وسط تل أبيب رفضاً لسياسات الحكومة، معتبرين أن توسيع الحرب يعني القضاء على حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة ومحو جثثهم بالكامل، كما أبدى المتظاهرون معارضتهم لاستمرار ما وصفوه بـ"حرب الإبادة" التي تقودها الحكومة.
معاناة الفلسطينيين والأسرى
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، لا يزال 59 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة، 24 منهم على قيد الحياة.
وفي المقابل، يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 9900 فلسطيني يعانون من ظروف مأساوية تشمل التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة عدد كبير منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية محلية وإسرائيلية.
نتنياهو يتنصل من الاتفاق
وفي بداية مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بدأ في 19 يناير 2025 بوساطة مصرية وقطرية، وبدعم أمريكي، والتزمت به حركة حماس.
لكن نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، تنصل من تنفيذ المرحلة الثانية واستأنف العدوان على غزة في 18 مارس، استجابةً لضغوط من الجناح المتطرف في حكومته، بهدف تعزيز موقعه السياسي، بحسب الإعلام العبري.