السعودية تحذر واشنطن من أي مفاجآت محرجة.. وهذا موقفها النهائي من ملف التطبيع 

التطبيع مع إسرائيل
التطبيع مع إسرائيل

في تطور يعكس حساسية الموقف السعودي تجاه ملف التطبيع مع إسرائيل، كشفت قناة "كان" الإسرائيلية أن الرياض وجهت رسالة صريحة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبرت فيها عن رفضها المطلق لأي خطوات مفاجئة أو إعلانات غير منسقة قد تضعها في موقف محرج أمام شعوب المنطقة، خاصة خلال زيارات رفيعة المستوى مثل زيارة ترامب المرتقبة للمملكة.

اقرأ أيضًا:

رسالة السعودية 

ووفقاً لما أوردته القناة العبرية، فإن الرسالة السعودية جاءت واضحة في مضمونها ومباشرة في لهجتها، حيث أكدت المملكة أنها لا ترحب بأي تحركات غير متفق عليها مسبقًا تتعلق بقضية التطبيع مع إسرائيل، مشددة على أن أي إعلان أمريكي في هذا السياق دون توافق مسبق مع الرياض قد يعد تدخلاً غير مقبول في شؤونها السيادية والدبلوماسية.

وقد نقلت "كان" عن دبلوماسي عربي -لم تفصح عن اسمه- أن المملكة العربية السعودية لا تزال ثابتة على موقفها المعلن إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وترى أن وقف العدوان على قطاع غزة، إلى جانب تحقيق تقدم حقيقي وملموس في مسار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، يشكلان شرطين جوهريين لا يمكن تجاوزهما أو المساومة عليهما في أي مناقشات تتعلق بالتطبيع.

هذا الموقف يؤكد ما سبق أن عبرت عنه القيادة السعودية مرارًا في المحافل الدولية، بأن التطبيع مع إسرائيل ليس خيارًا استراتيجيًا مطروحًا دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وأن السعودية لا تنظر إلى التطبيع كغاية في ذاته، بل كأداة محتملة فقط إذا تحقق السلام العادل الذي يُلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.

استمرار الحرب في غزة 

وتأتي هذه الرسائل في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية توترات متصاعدة بفعل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وما رافقها من تصعيد عسكري غير مسبوق وأزمات إنسانية كارثية، ما دفع العديد من الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها السعودية، إلى تكثيف تحركاتها الدبلوماسية لوقف النزيف الفلسطيني وتحقيق تهدئة شاملة.

ويبدو أن السعودية تسعى من خلال هذه الرسائل إلى رسم خطوط واضحة لإدارة العلاقة مع الولايات المتحدة فيما يخص الملف الفلسطيني والتطبيع، وإعادة التأكيد على أن الدعم الأميركي لإسرائيل لا يجب أن يأتي على حساب المصالح العربية والإسلامية أو كرامة الشعوب.

وكالة معا الاخبارية