مجزرة حي الرمال.. تفاصيل أكثر الهجمات دموية منذ استئناف الحرب على غزة 

مجزرة حي الرمال
مجزرة حي الرمال

في تصعيد دموي جديد ضمن سلسلة الهجمات التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني أن حصيلة ضحايا القصف الجوي الإسرائيلي على مطعم التايلندي في حي الرمال غربي مدينة غزة، ارتفعت إلى 33 شهيدًا وأكثر من 80 جريحًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في جريمة توصف بأنها من أكثر الهجمات دموية منذ استئناف الحرب في 18 مارس الجاري.

اقرأ أيضًا:

استهداف مطعم

وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن الغارة التي وقعت في ساعات بعد الظهر، استهدفت بشكل مباشر مطعمًا مكتظًا بالمواطنين، بعضهم كان يتلقى وجبات طعام في إطار المساعدات الإنسانية، بينما كان آخرون من المارة والباعة المتجولين الذين تملأ بسطاتهم المنطقة.

وأوضح بصل، أن الطيران الإسرائيلي نفذ غارتين متتاليتين: الأولى بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة على المطعم مباشرة، ثم أعقبها صاروخ ثاني سقط على بعد عشرات الأمتار، قرب مبنى مستشفى الشفاء، أكبر المؤسسات الصحية في القطاع، والتي تعمل حاليًا بقدرة متهالكة بفعل الحصار ونفاد الوقود والإمدادات الطبية.

وأكد بصل أن طواقم الدفاع المدني والمسعفين، إضافة إلى عدد كبير من المواطنين المتطوعين، هرعوا إلى المكان فور وقوع الغارة، وتمكنوا من انتشال عشرات الجثث وإسعاف عشرات المصابين وسط ظروف كارثية من الدمار الشامل والتكدس السكاني.

أكثر الهجمات دموية

وتعد هذه المجزرة واحدة من أكثر الهجمات فتكًا بالأرواح البشرية منذ أن أعلنت إسرائيل استئناف عمليتها العسكرية ضد حركة حماس منتصف مارس الجاري، بعد توقف مؤقت للقتال دام نحو شهرين في إطار هدنة هشة لم تجدد.

وكانت الحصيلة الأولية للغارة تشير إلى استشهاد 16 شخصًا، قبل أن تعلن الفرق الميدانية ارتفاع عدد الشهداء إلى 33، معظمهم من المدنيين الأبرياء، فيما تجاوز عدد المصابين 80 شخصًا، يعاني كثير منهم من إصابات حرجة وبتر في الأطراف وحروق بالغة.

ووفق بيانات جهاز الدفاع المدني، فإن حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال يوم الأربعاء فقط بلغت 59 شهيدًا، بينهم 48 في مدينة غزة وحدها، في دلالة واضحة على تصاعد العنف واستهداف مناطق مكتظة بالسكان دون تمييز.

وتأتي هذه المجازر وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع المحاصر، حيث تواجه المستشفيات شللًا شبه تامًا، في ظل انقطاع الكهرباء ونقص الأدوية وغياب ممرات إنسانية آمنة. 

ومع استمرار إسرائيل في استهداف المرافق المدنية، مثل المطاعم والأسواق والمراكز الصحية، تتزايد التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني محاصر داخل القطاع.

فرانس برس