التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اليوم الخميس، مع نائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ، في مكتبه بقصر السلام في جدة.
مباحثات سعودية فلسطينية
وقد بحث الجانبان، مستجدات الأوضاع في فلسطين، وسبل تعزيز التعاون المشترك لدعم القضية الفلسطينية،علاوة على مناقشة ما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني الشقيق ويعزز من صموده.
والجدير بالذكر شارك في اللقاء من الجانب السعودي، وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، في حين حضر من الجانب الفلسطيني كل من المستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني مجدي الخالدي، ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية أيمن قنديل، ورئيس ديوان نائب رئيس دولة فلسطين آية محيسن.
جولة خليجية
في سياق التحركات السياسية والدبلوماسية المتسارعة التي تشهدها الساحة الفلسطينية، كشفت مصادر مسؤولة، أمس الأربعاء، عن توسيع نطاق زيارة حسين الشيخ، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيس دولة فلسطين، إلى المملكة العربية السعودية لتشمل عددًا من الدول الخليجية، في جولة استراتيجية تهدف إلى حشد الدعم السياسي والمالي قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة.
وبحسب ما أفاد به المصدر المطلع، فإن هذه الجولة الخليجية المرتقبة ستنطلق في نهاية الأسبوع الجاري، وتحمل على عاتقها هدفين رئيسيين: أولًا، تعزيز الموقف الفلسطيني والعربي المشترك لمواجهة الضغوط السياسية المتزايدة، وثانيًا، تفعيل شبكة أمان مالية عربية لدعم الاقتصاد الفلسطيني، الذي يرزح تحت وطأة أزمة مالية خانقة نتيجة للحصار الاقتصادي المفروض، واستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الاقتطاع من أموال المقاصة (عائدات الضرائب) الفلسطينية.
اقرأ أيضًا:
- اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تنتخب أمينًا للسر خلفًا لحسين الشيخ
- كيف علق الاتحاد الأوروبي على تعيين حسين الشيخ نائبًا للرئيس؟
وأوضح المصدر أن المحطة الأولى في جولة الشيخ ستكون المملكة العربية السعودية، تليها زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ثم قطر، مع احتمالية التوجه إلى دولة الكويت لاحقًا ضمن نفس الإطار.
وتشمل أجندة اللقاءات المرتقبة بحث إمكانية توفير مساهمات مالية طارئة لدولة فلسطين، لتغطية النقص الحاد في الموارد، وتمكين الحكومة الفلسطينية من تلبية التزاماتها الأساسية تجاه المواطنين، لا سيما في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
بحث مبادرات الوساطة
كما سيتطرق الشيخ في مشاوراته مع القادة الخليجيين إلى المجازر والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في ظل ما وصفه المصدر بـ"حرب الإبادة المتواصلة" التي تشنها قوات الاحتلال، والتي أسفرت عن دمار واسع النطاق على المستويين الإنساني والبنى التحتية.
ومن المقرر أن يبحث الشيخ كذلك الجهود الدولية الراهنة، بما فيها مبادرات الوساطة والضغط الدولي، من أجل التوصل إلى وقف فوري وشامل للعدوان الإسرائيلي على القطاع.
تأتي هذه التحركات في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتجه الأنظار إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، والتي يرجح أن تترافق مع تحركات دبلوماسية جديدة ذات صلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمشهد الإقليمي بشكل عام.
ويرى مراقبون أن تحرك القيادة الفلسطينية في هذا التوقيت يهدف إلى تحصين الموقف الفلسطيني سياسيًا وماليًا، وضمان استمرار الزخم العربي الداعم في وجه التحديات المتفاقمة.