قلق إسرائيلي: ملفان متعلقان بغزة على طاولة ترامب خلال جولته الخليجية ومفاجأة غير متوقعة

زيارة ترامب للخليج
زيارة ترامب للخليج

في ظل تصاعد التوترات السياسية والميدانية المرتبطة بالحرب على قطاع غزة، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية (الكابينيت) سوف يعقد اجتماعًا مهمًا اليوم الأحد، وذلك قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، في إطار جولة خليجية تهدف إلى الدفع بمسار وقف إطلاق النار.

وتترقب الأوساط السياسية والعسكرية في تل أبيب مخرجات هذه الزيارة، خاصة أن جولة ترامب سوف تقتصر على ثلاث دول فقط: السعودية، الإمارات، وقطر، وسط أجواء من الفتور وانعدام الثقة تسود العلاقات الشخصية والسياسية بين ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. 

مفاوضات خلف الكواليس 

ويزيد من حالة الترقب الإسرائيلية وجود مفاوضات مباشرة تجري خلف الكواليس بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو ما تعتبره تل أبيب تهديدًا مباشرًا لمصالحها الاستراتيجية.

اقرأ أيضًا:

ورغم أهمية الزيارة، نقل مصدر مقرب من نتنياهو للصحيفة العبرية أن السبب الأساسي وراء الترقب الإسرائيلي هو أن القيادة الإسرائيلية لا تملك أي معلومات مؤكدة حول مضمون اللقاءات التي سيعقدها ترامب في الخليج، ولا عن التفاهمات التي قد تنتج عنها ما يثير القلق داخل الأوساط الرسمية الإسرائيلية.

أما صحيفة "هآرتس"، فقد كشفت بدورها أن ترامب سيضع خلال جولته الخليجية قضيتين رئيسيتين على الطاولة، تتعلقان مباشرة بالأوضاع الإنسانية والسياسية في قطاع غزة. أولى هاتين القضيتين تتمحور حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية وتمويلها. 

توزيع المساعدات

وتفيد الصحيفة بأن ترامب لا يعتزم تخصيص أموال من الخزينة الأميركية لدعم جهود الإغاثة، بل يسعى لحث دول الخليج الثلاث على تولي مسؤولية التمويل، إلا أن هذه الدول تضع شروطًا واضحة، على رأسها وقف العدوان على غزة، وأن تسلم مهمة توزيع المساعدات لمنظمات الأمم المتحدة، ورفض تام لإنشاء أي نظام توزيع جديد تديره إسرائيل كما تطالب الأخيرة.

وتشير "هآرتس" إلى أن إسرائيل تفتقر لتقديرات دقيقة بشأن مدى الضغط الذي يمكن أن يمارسه ترامب على حلفائه الخليجيين لقبول النظام الإسرائيلي المقترح لتوزيع المساعدات، خاصةً أن ذلك يرتبط ارتباطًا وثيقًا بملف "اليوم التالي" في غزة، والذي تتم مناقشته إقليميًا ودوليًا من دون إشراك تل أبيب بشكل مباشر. 

وتزداد أهمية هذه النقاشات بسبب اقتراب مخزون المواد الغذائية في القطاع من النفاد الكامل، ما ينذر بوقوع مجاعة واسعة النطاق في حال عدم التوصل إلى حل فوري. 

ومع عدم وجود خطة إسرائيلية بديلة، قد يؤدي استمرار الخلافات داخل الكابينيت بين نتنياهو والتيار اليميني المتشدد إلى أزمة سياسية تهدد استقرار الحكومة.

إنهاء الحرب 

القضية الثانية التي سيناقشها ترامب في جولته تتعلق بإنهاء الحرب على غزة من خلال اتفاق شامل لتبادل الأسرى. ووفق الصحيفة، فإن المقترح المطروح يشبه إلى حد بعيد مبادرة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، التي تقضي بإتمام عملية تبادل الأسرى على مرحلتين: الأولى تشمل إطلاق سراح نصف الأسرى من الجانبين، تليها المرحلة الثانية بعد الانتهاء من مفاوضات إنهاء الحرب.

وترجح الصحيفة أنه في حال سار السيناريو الإيجابي، فإن ترامب قد ينجح في طرح خطة مدعومة خليجيًا لوقف الحرب، على أن تنفذ بالتوازي مع إنهاء حكم حركة حماس في القطاع وبدء تنفيذ صفقة التبادل. 

أما في السيناريو السلبي، فقد لا يقدم ترامب أي جديد، أو ترفض كل من إسرائيل وحماس المقترح الأميركي مما يدفع الرئيس الأميركي إلى صرف النظر عن الملف برمته ويطيل أمد الحرب إلى أجل غير مسمى.

كما تعمل إسرائيل، بحسب "هآرتس"، على إقناع ترامب بأن تشمل خطته بندًا صريحًا لجمع سلاح حماس وتفكيكه، وهو ما تعتبره تل أبيب عنصرًا أساسيًا لإنهاء الحرب بشكل دائم.

إلا أن المؤشرات حتى الآن تدل على رفض حماس المطلق لهذا البند، وهو ما ينذر بانهيار الصفقة بالكامل، وفي حال تعثرت الجهود فإن الحكومة الإسرائيلية قد تستمر في موقعها لمدة عام آخر دون التوصل إلى أي تسوية فعلية، ما يعمق حالة الجمود السياسي والعسكري.

مشاركة الرئيس الفلسطيني 

وفي تطور لافت، نقلت صحيفة "القدس" الفلسطينية عن مصدر خاص، رفض الكشف عن هويته، أن لقاء ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سوف يشهد مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى جانب الرئيس اللبناني جوزيف عون، وذلك بناءً على طلب سعودي. 

وتعد هذه المشاركة إشارة إلى محاولة سعودية لجمع الأطراف الإقليمية المؤثرة في صياغة مستقبل غزة، ضمن مسار دبلوماسي يبدو أن إسرائيل مستبعدة منه في الوقت الراهن.

إعلام عبري