في خطوة مفاجئة تعكس تصاعد التوترات السياسية والميدانية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بدءًا من الساعة الثانية عشرة ظهرًا يوم الإثنين، وذلك لإتاحة الفرصة لتنفيذ عملية تسليم الجندي الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر من قبل حركة حماس، وفقًا لما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل.
نتنياهو ينفي التهدئة
رغم هذه التعليمات العسكرية، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نفي أي موافقة رسمية على وقف إطلاق النار أو الدخول في صفقة مع حركة حماس.
اقرأ أيضًا:
- خطوة تفتح أبواب التهدئة.. أبو عبيدة يكشف موعد الإفراج عن عيدان ألكسندر
- أول تعليق لنتنياهو بشأن صفقة الإفراج عن عيدان ألكسندر
وصرح صباح الإثنين بأن الحكومة الإسرائيلية لم تبرم أي اتفاق يتضمن تهدئة أو تبادل أسرى، بل وافقت فقط على "ممر آمن" يسمح بتنفيذ عملية الإفراج عن عيدان ألكسندر، آخر المحتجزين الأميركيين الأحياء في غزة، حسب ما ذكرته قناة "القاهرة الإخبارية".
ووفقًا لوكالة "رويترز"، فإن إسرائيل تلقت إخطارًا رسميًا يوم الأحد من حركة حماس بشأن نيتها إطلاق سراح ألكسندر، وذلك ضمن مبادرة وصفت بأنها "بادرة حسن نية" موجهة نحو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد محادثات رباعية جمعت كلاً من حماس والولايات المتحدة ومصر وقطر.
ويعتقد أن إطلاق سراح ألكسندر قد يمهد الطريق أمام عمليات إفراج محتملة عن باقي المحتجزين البالغ عددهم 59 شخصًا، لا يزالون محتجزين داخل القطاع.
ومع ذلك، شدد نتنياهو على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل التحضيرات لتنفيذ عمليات عسكرية موسعة داخل غزة، موضحًا في بيان رسمي أن المفاوضات سوف تستكمل تحت وقع النيران، ولن يكون هناك توقف دائم للعمليات.
إشادة مصرية - قطرية
من جانبها، رحبت كل من مصر وقطر بخطوة حماس، ووصفتاها بأنها مؤشر إيجابي ومفتاح محتمل لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، خاصة في ظل الدمار الواسع الذي لحق بقطاع غزة نتيجة الحرب المستمرة.
وتأتي هذه التطورات قبل أيام من جولة خارجية للرئيس دونالد ترامب في منطقة الخليج، والتي لن تشمل إسرائيل، ما عزز من الشعور داخل تل أبيب بوجود فتور دبلوماسي متزايد في العلاقة مع واشنطن.
وقد أشار محللون سياسيون إلى أن البيت الأبيض يسعى إلى تهدئة التوترات في المنطقة، بعد أن أعلن ترامب في وقت سابق عن إنهاء الحملة الأميركية على جماعة الحوثي المدعومة من إيران، رغم استمرار الجماعة في إطلاق صواريخ على إسرائيل، ما زاد من حجم التوتر الأمني والضغط الشعبي.
انقسام داخلي إسرائيلي
ويشهد الشارع الإسرائيلي حالة انقسام حاد، حيث تضغط عائلات المحتجزين بشدة على الحكومة الإسرائيلية من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يُنهي معاناة ذويهم، وفي المقابل، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من التيار اليميني المتشدد داخل حكومته، الرافض لفكرة أي تهدئة مع حركة حماس.
وكان رئيس الوزراء قد أعلن في الأسبوع الماضي عن خطة تصعيد عسكري جديدة في غزة، رجح مسؤولون في الجيش أنها قد تتضمن سيطرة برية شاملة على القطاع، في واحدة من أخطر مراحل الحرب الجارية.