تطور لافت.. إسرائيل تفتح ممرًا لدخول المساعدات إلى غزة ومفاوضات متعثرة للإفراج عن رهائن

دخول المساعدات إلى غزة
دخول المساعدات إلى غزة

في تطور لافت على الساحة الميدانية والإنسانية في قطاع غزة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الاثنين، بأن شاحنات محمّلة بالمساعدات الإنسانية بدأت بالدخول إلى القطاع، الذي يعاني من حصار خانق ونقص حاد في المواد الأساسية منذ أكثر من شهرين. 

وجاءت هذه الخطوة وسط أجواء من التصعيد والتوتر السياسي والميداني، وعلى وقع تصريحات حادة أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

اقرأ أيضًا:

تصريحات نتنياهو 

وفي تصريحات سبقت دخول الشاحنات، شدد نتنياهو على أن التزام إسرائيل الوحيد في هذه المرحلة يتمثل في توفير "ممر آمن" للإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر المحتجز في غزة، مؤكدًا أنه لا توجد التزامات إضافية فيما يخص إدخال المساعدات أو التوصل إلى اتفاق أوسع. 

وجاء هذا الموقف الصارم في وقت كشفت فيه حركة حماس، مساء الأحد، عن نيتها الإفراج عن الجندي ألكسندر، عقب اتصالات جرت بينها وبين الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية، وذلك ضمن جهود تهدف إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع المنكوب.

في السياق نفسه، أكدت حماس أنها منخرطة في محادثات مع المسؤولين الأميركيين تهدف إلى إنهاء حالة الحرب القائمة في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وتمكين تدفق المساعدات إلى المدنيين المحاصرين. 

توزيع المساعدات 

وقد تزامن هذا الإعلان مع تصريحات للسفير الأميركي في إسرائيل، كشف فيها يوم الجمعة الماضي عن تأسيس كيان جديد يتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، في خطوة وصفها البعض بأنها التفاف على الأطر الإنسانية التقليدية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية العاملة في الميدان.

ولم تمر المبادرة الأميركية دون إثارة الجدل، إذ وجهت انتقادات دولية حادة لكونها تبدو كأنها تهمش دور المؤسسات الإنسانية الدولية، وتحدث تغييرات واسعة في طبيعة الهيئات العاملة حالياً داخل غزة. 

ويخشى من أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام تسييس المساعدات، وتحويلها إلى ورقة ضغط سياسي بدلاً من أن تكون وسيلة إنقاذ إنساني عاجلة.

أزمة إنسانية حادة

منذ الثاني من مارس (آذار) الماضي، لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، خصوصًا في ظل توقف المحادثات مع حركة حماس، واستئناف الجيش الإسرائيلي هجومه على القطاع في 18 مارس، مما أنهى هدنة استمرت لشهرين، كانت قد شهدت خلالها غزة دخول كميات أكبر من المساعدات، كما شهدت إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين.

ورغم التحذيرات المتكررة من منظمات دولية بشأن مجاعة وشيكة قد تضرب القطاع، تواصل إسرائيل إنكار وجود أزمة إنسانية فعلية، وتتهم حركة حماس بسرقة ونهب المساعدات الإنسانية قبل أن تصل إلى مستحقيها. 

العربية