مخازن غزة على وشك النفاد وإسرائيل تتجه نحو "مرحلة انتقالية"... ماذا ينتظر سكان القطاع؟

المساعدات الإنسانية
المساعدات الإنسانية

في ظل تصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، تشير تقديرات الأوساط الأمنية والسياسية في إسرائيل إلى أن مخزون المساعدات الغذائية والإنسانية في القطاع سوف يستنفد بالكامل خلال الأسبوع المقبل، ما ينذر بدخول غزة في مرحلة حرجة من العجز الشامل في المواد الأساسية.

وبالتزامن مع هذه التقديرات الخطيرة، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم الثلاثاء، عند الساعة الثالثة عصرًا بتوقيت نيويورك (العاشرة مساءً بتوقيت إسرائيل)، لمناقشة التطورات الميدانية والإنسانية في القطاع، في ظل ارتفاع حدة التحذيرات من مجاعة وشيكة تهدد ملايين الفلسطينيين المحاصرين.

اقرأ أيضًا:

فترة انتقالية

ورغم هذا الواقع المقلق، تزعم إسرائيل أنها لا تسعى لإحداث مجاعة في غزة، بل وتصر على أنها تقوم بمتابعة الوضع الإنساني بشكل دقيق ومستمر. 

وفي تصريح سابق أدلى به مسؤول إسرائيلي بارز لصحيفة "معاريف"، قال إن إسرائيل تتابع باهتمام بالغ المؤشرات المتعلقة بالأوضاع المعيشية في غزة، وتضع ضمن أولوياتها الحيلولة دون الانزلاق إلى حالة مجاعة، مضيفًا أن هذه المتابعة تتم بالتنسيق مع شركاء دوليين معنيين.

لكن هذه التأكيدات الإسرائيلية لا تبدد المخاوف، خاصة في ظل تأخر تنفيذ الخطة التي أعلنت عنها تل أبيب لإنشاء مجمعات لتوزيع المساعدات الإنسانية جنوب القطاع. 

ووفق المعلومات المتوفرة، فإن أعمال إنشاء تلك المجمعات لا تزال غير مكتملة، ومن المتوقع أن تحتاج إلى وقت أطول حتى تصبح مؤهلة للعمل بشكل فعلي، مما دفع إسرائيل إلى الحديث عن الدخول في ما يسمى بـ"فترة انتقالية"، وهي مرحلة مؤقتة يتم فيها العمل على تسيير الحد الأدنى من المساعدات دون وجود منظومة توزيع كاملة.

كارثة غير مسبوقة

وتثير هذه "الفترة الانتقالية" الكثير من علامات الاستفهام لدى منظمات الإغاثة الدولية، خصوصًا مع استمرار القيود المفروضة على المعابر ومنع دخول العديد من القوافل الإغاثية منذ أسابيع، في وقت تتزايد فيه أعداد النازحين وتنتشر الأوبئة والمجاعات المصغرة في المخيمات العشوائية.

ومع استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر، يزداد القلق من أن يتحول الواقع الإنساني في غزة إلى واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدها العالم في العقود الأخيرة، ما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة فتح المسارات الإنسانية وضمان وصول المساعدات بشكل منتظم وآمن إلى جميع مناطق القطاع.

ومن المتوقع أن تكون جلسة مجلس الأمن اليوم مفصلية في تحديد موقف المجتمع الدولي من سلوك إسرائيل، ومدى جدية الأطراف الكبرى وخاصة الولايات المتحدة، في دفع نحو حل يضع حدًا للانهيار الإنساني المتسارع في غزة.

وكالة معا الاخبارية