ترامب في قمة الرياض: وعود بإنهاء حرب غزة وتوسيع التطبيع وتهديدات لإيران وحزب الله

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في خطاب حافل بالرسائل السياسية والتعهدات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مشاركته في القمة الخليجية الأميركية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لوقف الحرب المستعرة في قطاع غزة. 

وأكد ترامب أن إدارته تسعى بجدية لتحقيق الأمن والكرامة للشعب الفلسطيني، مشدداً على التزام واشنطن بملف الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة والعمل على تأمين إطلاق سراحهم.

تعهدات بوقف الحرب

قال ترامب بلهجة توحي بتبني دور الوسيط الدولي، إن إدارته ستعمل بكل ما لديها من أدوات دبلوماسية وسياسية لوضع حد للحرب التي تمزق غزة، مضيفاً: "نأمل بتحقيق الأمن والكرامة للشعب الفلسطيني في غزة، وسنعمل على تأمين الرهائن الأميركيين." 

اقرأ أيضًا:

وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تصاعد الضغوط الدولية لوقف الحرب، في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات متزايدة بشأن حصارها الطويل للقطاع والدمار الواسع الذي خلّفته حملتها العسكرية.

السعودية والتطبيع

في ما بدا أنه تجديد لمبادرة التطبيع الإقليمي، أعلن ترامب أن السعودية ستنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية "في الوقت الذي تختاره"، مشيراً إلى أن بلاده تواصل جهودها لضم مزيد من الدول إلى هذا المسار، في إشارة إلى سياسة واشنطن المستمرة نحو "توسيع دائرة السلام" في الشرق الأوسط، وقال: "نسعى إلى رؤية الشرق الأوسط مليئاً بالتقدم والازدهار."

كما شدد على عمق العلاقات الأميركية الخليجية، مؤكداً: "تجمعنا صداقة مهمة واستراتيجية مع دول الخليج، وسنعمل على تعزيز هذه الروابط في مختلف المجالات."

انفتاح على دمشق

في خطوة مفاجئة تحمل أبعاداً جيوسياسية معقدة، كشف الرئيس الأميركي عن لقاء تم بينه وبين الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، مؤكداً أن واشنطن تدرس بشكل جدي إعادة تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة، وقال ترامب: "طلبت رفع العقوبات عن سوريا للسماح لها بالتقدم والازدهار. رفع العقوبات سيمنح سوريا فرصة مهمة."

ويمثل هذا الموقف تحوّلاً عن السياسات الأميركية السابقة تجاه دمشق، لا سيما في ضوء العقوبات المشددة التي كانت مفروضة على النظام السوري لسنوات طويلة، ما يفتح الباب أمام احتمالات سياسية جديدة على مستوى الملف السوري.

لبنان في واجهة التصريحات

أما في ما يخص لبنان، فقد أشار ترامب إلى أن البلاد أمام "فرصة جديدة" مع تولي رئيس ورئيس وزراء جديدين مقاليد الحكم، مشدداً على ضرورة بناء مستقبل خالٍ من تأثير "حزب الله"، وقال صراحة: "على اللبنانيين تحرير بلدهم من حزب الله، وعلى الرئيس اللبناني أن يبني لبنان مزدهراً بعيداً عن سيطرة هذا الحزب."

تعكس هذه التصريحات موقفاً أميركياً واضحاً من النفوذ السياسي والعسكري لحزب الله داخل الدولة اللبنانية، وهي إشارة إلى أن واشنطن قد تدفع باتجاه تحولات داخلية لبنانية من خلال دعم القوى المناهضة للحزب.

اليمن

وفي سياق آخر، تحدث ترامب عن تطورات الملف اليمني، مؤكداً أن الولايات المتحدة وجهت ضربات عسكرية مباشرة لجماعة الحوثي، وقال: "نفذنا ضربات ضد الحوثيين حتى توقفوا عن مهاجمة سفننا." 

كما كشف عن تخصيص ميزانية دفاعية لمواجهة التهديدات الحوثية، ما يدل على أن واشنطن لا تزال ترى في الحوثيين تهديداً مباشراً لمصالحها الاستراتيجية في البحر الأحمر والخليج العربي.

إيران

وفيما يتعلق بإيران، كرر الرئيس الأميركي رفضه القاطع لحصول طهران على سلاح نووي، وقال: "لن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، وسأدفعها للتوقف عن دعم الإرهاب"، وأعرب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق مع طهران، لكن فقط إذا توقفت عن دعم الجماعات المسلحة في المنطقة وكفّت عن مساعيها النووية.

جاءت رسائل ترامب واضحة: :واشنطن مستعدة للانخراط مجدداً مع إيران، لكن وفق شروط مشددة تتعلق بالأمن الإقليمي، ودعم الجماعات المسلحة، وعلى رأسها "حزب الله" و"الحوثيون".

سكاي نيوز