في تصريحات أثارت الكثير من التساؤلات، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة لإنشاء ما وصفه بـ"مراكز طعام" في قطاع غزة مشيرًا إلى أنها ستبدأ العمل "قريبًا"، دون أن يكشف عن أي تفاصيل حول مكانها، أو الجهة المشغلة لها، أو حتى آلية توزيع المساعدات عبرها، ولم يعرف ما إذا كانت هذه المراكز افتراضية في التصريحات أم قيد التنفيذ فعلاً.
ترامب، المعروف بتصريحاته غير التقليدية، لم يدلي بأي توضيحات عن الجهة التي ستدير هذه المراكز أو كيفية تواصلها مع أهالي غزة في ظل الحصار المستمر والعمليات العسكرية المتصاعدة، مكتفيًا بإشارات عامة تعزز الغموض ولا تفسره.
المؤسسة الممولة أمريكيًا
في صلب هذا الإعلان، تبرز "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تتلقى دعمًا وتمويلاً مباشرًا من الإدارة الأمريكية، وتقوم حاليًا بمهام توزيع المساعدات في قطاع غزة، بالتنسيق الكامل مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما يفتح بابًا واسعًا للتشكيك في جدية الاستجابة الإنسانية وحيادها في خضم حرب مستمرة منذ شهور.
وجود الجيش الإسرائيلي كمشرف على آلية التوزيع قد يضعف ثقة السكان المحليين ويثير مخاوف من تحول المساعدات إلى أدوات ضغط سياسي أو استخباراتي، بدلًا من كونها استجابة إنسانية بحتة.
في هذا السياق، بدا واضحًا أن هذه المؤسسة لا تتحرك بمعزل عن الأهداف السياسية، بل تستخدم ضمن أدوات إدارة الأزمة، مما يزيد من تعقيد المشهد الميداني، ويطرح علامات استفهام كبيرة حول فاعلية وجدوى هذه المساعدات.
اتصال هاتفي مع نتنياهو
وواصل ترامب حديثه مشيرًا إلى أنه ناقش موضوع "مراكز الطعام" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل يومين فقط، مؤكدًا أن كليهما حريص على إيصال الطعام إلى المدنيين لا سيما الأطفال، لكنه لم يوضح كيف يمكن تنفيذ ذلك وسط الحصار، والانقطاع شبه الكامل للمساعدات، والدمار الذي طال معظم البنية التحتية في القطاع.
قال ترامب: "نريد أن يتم توزيع الطعام في غزة بطريقة مناسبة، وهو يريد القيام بذلك أيضًا"، لكنه لم يوضح ما إذا كانت هناك خطة أمريكية أو دولية جاهزة لذلك، أم أن الأمر لا يزال في نطاق النوايا والتصريحات.
واستكمل الرئيس الأمريكي حديثه بنبرة عاطفية، قائلًا: "لا يمكن وصف ما يحدث في غزة إلا بأنه أمر مروع، الأطفال يتضورون جوعًا، لا بد من إطعامهم"، وأضاف أن زوجته، ميلانيا ترامب، تتابع الصور القادمة من القطاع وأنها أيضًا عبّرت عن صدمتها ووصفت الوضع بـ"الفظيع".