كارثة تلوح في الأفق.. الأونروا تحذر من خطر يهدد المساعدات العالقة

المساعدات الإنسانية
المساعدات الإنسانية

في بيان عاجل صدر اليوم الخميس، أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تحذيرًا خطيرًا من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، بسبب استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات منذ أكثر من شهرين، ما يهدد بإتلاف كميات ضخمة من المواد الإغاثية العالقة في الخارج.

ووصفت الأونروا هذا الإغلاق المتواصل من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الثاني من مارس الماضي، بأنه جزء من سياسة "الإمعان في الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة على مدار الأشهر التسعة عشر الأخيرة، مؤكدة أن هذه السياسة لا تستهدف فقط البشر، بل أيضًا كل مقومات الحياة من غذاء ودواء.

اقرأ أيضًا:

تلف كامل 

وفي منشور رسمي نشرته عبر صفحتها على موقع فيسبوك مساء الأربعاء، أوضحت الوكالة الأممية أن المساعدات المتكدسة تشمل موادًا أساسية ومنقذة للحياة مثل الأغذية، الأدوية، مستلزمات النظافة الشخصية، ومواد الإيواء. 

ورغم الحاجة الماسة لها داخل القطاع، إلا أنها ما تزال مكدسة في مستودعات خارج غزة دون أي إمكانية لإدخالها، بفعل استمرار إغلاق المعابر ومنع وصول الإمدادات الإنسانية.

ووصفت الأونروا الوضع الحالي بعبارات تحمل مرارة المأساة، قائلة: "طعام لا يمكن للناس تناوله، وأدوية لا يمكنهم استخدامها."

ويخشى، بحسب الأونروا، أن تتعرض هذه المساعدات للتلف الكامل، نتيجة طول فترة التخزين والظروف البيئية غير الملائمة، الأمر الذي يعني ضياع فرص إنقاذ حياة آلاف المرضى والمحتاجين داخل غزة، الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية غير مسبوقة في القسوة والخطر.

وأكدت الوكالة أن فرقها الميدانية جاهزة تمامًا للتحرك الفوري، وأن شاحناتها وموظفيها على أهبة الاستعداد لتوزيع المساعدات داخل القطاع فور إعادة فتح المعابر.

دعوات عاجلة

 ودعت المجتمع الدولي وكل الأطراف المعنية إلى التدخل العاجل من أجل إنهاء هذا الحصار القاتل، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون تأخير.

وشددت الأونروا على أن تأخير وصول المساعدات لا يعد فقط إخفاقًا إنسانيًا، بل هو أيضًا تهديد مباشر لحياة المدنيين، وخصوصًا الفئات الأكثر ضعفًا من نساء وأطفال ومرضى ومسنين.

كارثة تلوح في الأفق

ويأتي هذا التحذير في ظل تراكم المؤشرات على اقتراب كارثة إنسانية شاملة في قطاع غزة، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني ظروفًا معيشية غير قابلة للاستمرار، في ظل غياب الغذاء والدواء، وتدهور البنية التحتية الصحية بشكل كامل، نتيجة الحصار وتدمير المستشفيات ونفاد الوقود والمواد الطبية.

وتعكس تصريحات الأونروا حجم التدهور الكبير الذي أصاب منظومة العمل الإنساني في غزة، إذ لم تعد المشكلة في وفرة المساعدات الدولية، بل في القدرة على إيصالها إلى مستحقيها، وسط عراقيل أمنية وسياسية تحول دون تنفيذ أدنى مستويات التدخل الإنساني.

تختم الأونروا بيانها بتجديد دعوتها للمجتمع الدولي وجميع الجهات المعنية، خاصة الدول ذات التأثير على الحكومة الإسرائيلية، للتحرك الفوري والضغط لفتح المعابر أمام المساعدات، قبل أن يتحول المشهد الإنساني في غزة إلى كارثة غير قابلة للعلاج.

وكالات