أعلنت مؤسسة "المساعدات الإنسانية لغزة"، المدعومة بشكل مباشر من الإدارة الأميركية، اليوم الخميس، عن انطلاق عملها الرسمي داخل قطاع غزة بحلول نهاية شهر مايو الجاري، وذلك في إطار خطة جديدة تهدف إلى تنظيم عملية إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع المحاصر، وسط تحذيرات متصاعدة من خطر المجاعة.
وبحسب ما نقلته القناة 12 العبرية، فقد أفادت المؤسسة أنها طلبت من السلطات الأميركية السماح بالبدء في ضخ المساعدات بشكل مؤقت وفق الآلية الحالية، إلى حين استكمال تجهيز مواقع التوزيع الجديدة التي من المقرر أن تحتضن عمليات الإمداد داخل القطاع.
اقرأ أيضًا:
- فتح منطقة إنسانية جديدة: إسرائيل تستعد لإدخال المساعدات إلى غزة في هذا الموعد
- تفاقم المجاعة والنزوح.. نتائج اجتماع الأمم المتحدة مع إسرائيل لمناقشة ملف المساعدات
ويبدو أن هذه الخطوة جاءت كإجراء عاجل لتفادي مزيد من التدهور في الوضع الإنساني، خاصة في ظل المؤشرات الخطيرة التي تتحدث عن قرب نفاد الإمدادات الغذائية الأساسية.
موافقة إسرائيل
من جانبها، وافقت الحكومة الإسرائيلية رسميًا على إدخال هذه المساعدات، التي ستوزع على نطاق واسع في مناطق شمال وجنوب قطاع غزة، كما جاء في تقرير لموقع "واللا" العبري. وتهدف هذه الخطوة إلى تجنب الانهيار التام في الخدمات الإنسانية، خاصة بعد تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بشأن الوضع الكارثي في القطاع.
وفي السياق ذاته، كشف مسؤول إسرائيلي لقناة "كان" الإخبارية، أن العمل على إنشاء مراكز توزيع جديدة يجري بوتيرة متسارعة، ومن المتوقع أن تكتمل خلال أسبوعين على الأكثر، ما يُمهد لتوسيع نطاق العمليات الإغاثية خلال الفترة المقبلة.
تحذيرات إسرائيلية
في تطور لافت، حذر رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته من مغبة استمرار تأخير المساعدات الإنسانية، مؤكدًا في تصريحات مباشرة أن الجيش الإسرائيلي لن يكون جزءًا من سياسة تؤدي إلى تجويع سكان غزة، وأضاف محذرًا: "يجب السماح بدخول المساعدات في أسرع وقت ممكن".
وتأتي هذه التصريحات في توقيت حساس، إذ تتزامن مع تصاعد الانتقادات الداخلية والخارجية لإسرائيل، على خلفية الحصار المتواصل، الذي تسبب في كارثة إنسانية طالت مئات آلاف المدنيين داخل القطاع، وخاصة الأطفال والنساء.
واشنطن تسرع وتيرة الإمدادات.
وفي وقت سابق، كانت الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت بدء عملية إدخال المساعدات إلى غزة، في محاولة لكسر الجمود الإنساني المفروض بفعل الحصار. وتترافق هذه الجهود مع تقارير إعلامية جديدة تشير إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق طارئ لإدخال مساعدات غذائية وطبية إلى القطاع، في ظل تصاعد أزمة الجوع التي تزداد حدة يومًا بعد آخر.
ووفقًا لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، فإن الاتفاق الجاري بلورته يتضمّن شرطًا إسرائيليًا أساسيًا، يقضي بضرورة وصول جزء من المساعدات الإنسانية إلى الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، في إطار ما يوصف بمحاولة الجمع بين الجانبين الإنساني والسياسي ضمن تفاهم واحد.
وقد نقلت الصحيفة عن مسؤول مصري رفيع المستوى، عاد مؤخرًا من الدوحة، أن "الاتفاق على إدخال المساعدات قد ينفذ خلال ساعات"، مرجّحًا أن يكون هذا الاتفاق مقدمةً لوقف إطلاق نار مؤقت، في حال تعذر تمديده لعدة أيام بسبب التحفّظات الإسرائيلية المستمرة.
ضغوط داخلية في إسرائيل
وفي مؤشر إضافي على تصاعد الضغوط داخل المجتمع الإسرائيلي، وجه 65 أسيرًا إسرائيليًا سابقًا رسالة مشتركة إلى كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعوهم فيها إلى التمسك بطاولة المفاوضات وعدم مغادرتها إلا بعد توقيع اتفاق شامل يعيد المختطفين من غزة إلى ذويهم.
وأكد الموقعون في رسالتهم أن "غالبية المجتمع الإسرائيلي تفضل عودة المختطفين، حتى ولو كان الثمن هو وقف القتال مؤقتًا"، ويعكس هذا الموقف تغيرًا متزايدًا في المزاج العام داخل إسرائيل، حيث بدأت الأولويات الشعبية تميل نحو الحلول التفاوضية بدلًا من استمرار العمليات العسكرية التي لم تحقق أهدافًا واضحة حتى الآن.