فتح منطقة إنسانية جديدة: إسرائيل تستعد لإدخال المساعدات إلى غزة في هذا الموعد

المساعدات الإنسانية
المساعدات الإنسانية

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن تحرك جديد تقوده الحكومة الإسرائيلية لإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، قد يبدأ تنفيذه فعليًا اعتبارًا من الأسبوع المقبل، وذلك في ظل استمرار الضغوط الدولية والمفاوضات غير المباشرة المتعلقة بملف الأسرى.

إنشاء منطقة إنسانية جديدة

ووفقًا لما أوردته المصادر العبرية، فقد بدأ الجيش الإسرائيلي فعليًا بإنشاء منطقة إنسانية جديدة جنوب قطاع غزة وتحديدًا في مدينة رفح، تقع بين محور موراج ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، وتأتي هذه الخطوة كمبادرة تهدف إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان الفلسطينيين، وسط تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مختلف أنحاء القطاع.

اقرأ أيضًا:

وأكدت التقارير أن المنطقة الجديدة التي يتم تجهيزها حالياً "خالية تمامًا من السكان المدنيين"، ما يجعلها مؤهلة لاستقبال الفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من مناطق أخرى، بما فيها من كانوا يقيمون في المنطقة الإنسانية السابقة المعروفة بـ"المواصي"، ويشترط، بحسب ما ذكرته الوسائل العبرية، اجتياز هؤلاء السكان فحوصات أمنية قبل السماح لهم بالعبور إلى المنطقة الجديدة.

مدينة خيام

تتضمن الخطة الإسرائيلية إقامة مدينة من الخيام في تلك المنطقة الجديدة، تكون بمثابة مركز إغاثة مؤقت، يتم عبره إيصال المساعدات الغذائية والطبية واللوجستية إلى المدنيين في غزة. 

واللافت أن إيصال هذه المساعدات لن يتم مباشرة من قبل الجيش الإسرائيلي، بل سيتم تنفيذه عبر شركات مدنية أمريكية، في خطوة توضح رغبة تل أبيب في إشراك أطراف دولية في إدارة الملف الإنساني، لتقليل التوترات وتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي.

ويعكس هذا التوجه، أيضًا، محاولة للفصل بين الأبعاد الإنسانية والسياسية للصراع، مع التأكيد في الوقت ذاته على أن دخول هذه المساعدات لن يكون غير مشروط، بل يرتبط بتطورات ميدانية تتعلق بملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.

الإفراج عن عيدان ألكسندر

وفي هذا السياق، ربط الجيش الإسرائيلي مباشرة بين إدخال المساعدات وقضية الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكسندر، الذي تعتبره الحكومة الإسرائيلية أحد أبرز أولوياتها في هذه المرحلة، وأوضح البيان العسكري أن "الممرات الإنسانية ستفتح بشكل رسمي وفعّال فور إطلاق سراح عيدان"، مما يعني أن المساعدات تخضع لمنطق المقايضة السياسية والأمنية، وليست مجرد استجابة لأزمة إنسانية متفاقمة.

وأضافت التقارير أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيزور إسرائيل خلال الأيام القليلة القادمة، في إطار جهود واشنطن لتأمين صفقة تبادل أو تسوية تشمل الإفراج عن ألكسندر، إلى جانب إجراءات تخفيفية لصالح المدنيين الفلسطينيين في القطاع.

أبعاد إنسانية وأمنية متشابكة

ويعكس هذا التحرك الإسرائيلي، في ظل استمرار الحرب واحتدام المعارك في جنوب غزة، تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في آن واحد، فبينما تطرح مبادرات لتحسين الوضع المعيشي وإدخال مساعدات ضرورية، يتم ربطها بشروط أمنية صارمة وملفات تفاوضية، ما يضع علامات استفهام حول مدى جدية إسرائيل في السماح بانسياب مستقر للمساعدات.

كما أن اختيار رفح كموقع للمنطقة الإنسانية الجديدة يحمل دلالات استراتيجية، نظراً لقربها من الحدود المصرية، مما يفتح المجال أمام تنسيق محتمل مع القاهرة في إدارة تدفق المساعدات ومراقبة حركة المدنيين، ويزيد من أهمية الدور الإقليمي في التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة.

موقع بغداد اليوم