كشفت القناة العبرية "12" عن تفاصيل مبادرة أميركية جديدة حملها الموفد الأميركي الخاص ديفيد ويتكوف خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة القطرية الدوحة، تهدف إلى التوصل إلى تسوية سياسية وأمنية شاملة تنهي الحرب المتواصلة في قطاع غزة.
وتشمل الخطة المقترحة الإفراج الكامل عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، وقف العمليات القتالية المتبادلة، إضافة إلى خروج حركة "حماس" من المشهد السياسي والحكومي في قطاع غزة.
اقرأ أيضًا:
- غياب الرؤية والحل.. ليبرمان يكشف عن نية نتنياهو لإطالة أمد الحرب حتى هذا الموعد
- الرئيس عباس يعلق على جهود واشنطن لوقف الحرب
إشارات إيجابية
بحسب ما نقلته القناة، فإن حركة "حماس" أعربت عن مؤشرات إيجابية تجاه المبادرة الأميركية دون تقديم رد رسمي بعد، بينما أبدى الوسطاء الإقليميون وعلى رأسهم قطر ومصر موافقة مبدئية على الخطة، معتبرين إياها فرصة حقيقية لتحقيق انفراجة سياسية في ملف غزة.
وتؤكد القناة أن المبادرة الأميركية تأتي في إطار تحرك جاد من واشنطن لإعادة ضبط الوضع في القطاع، بما يحقق توازناً بين إنهاء العمليات العسكرية وتشكيل واقع جديد بعيد عن سيطرة "حماس"، وهو ما تسعى إليه إسرائيل منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
نتنياهو يرفض التسوية
ورغم الزخم الدبلوماسي الذي رافق طرح المبادرة، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التمسك برفضه لخطة التسوية الشاملة، مفضلاً التوصل إلى صفقة تبادل جزئية للأسرى، دون الالتزام بوقف دائم للعمليات العسكرية أو فتح النقاش حول مستقبل الحكم في غزة.
وأكدت مصادر سياسية للقناة أن نتنياهو يرى في الخطة الأميركية تهديدًا لنهجه القائم على الحسم العسكري، وأنه يسعى إلى استثمار الضغط العسكري لتحقيق مكاسب ميدانية قبل أي تفاوض سياسي.
ضغوط أميركية متصاعدة
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن الإدارة الأميركية أبلغت جميع الأطراف، بمن فيهم الحكومة الإسرائيلية، أن من يرفض الانخراط في المبادرة سيخسر الكثير سياسيًا وأمنيًا.
وتفهم هذه الرسالة على أنها تحذير مبطن لنتنياهو من المضي في المراوغة السياسية، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات الدولية لاستمرار الحرب في غزة.
وتشير تحليلات إلى أن واشنطن بدأت فعليًا ممارسة ضغوط سياسية متزايدة على حكومة الاحتلال، في محاولة لفرض رؤية أميركية جديدة تخرج غزة من مأزق الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، وتعيد ترتيب المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.
استمرار العدوان
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي الأميركي في وقت تواصل فيه إسرائيل عدوانها العسكري على غزة، بعد أن استأنفت عملياتها في 18 مارس 2025، في أعقاب هدنة مؤقتة استمرت منذ 19 يناير وحتى منتصف مارس، لكنها خرقت بنود التهدئة مرارًا من خلال استهداف مناطق مدنية ورفض تنفيذ التزاماتها بشأن المساعدات الإنسانية.
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي وأوروبي مباشر، ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الضحايا الفلسطينيين تجاوز 172 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولاً تحت الأنقاض أو في المناطق المعزولة.