في تصعيد خطير يعكس العقلية الدموية لدى بعض أقطاب حكومة الاحتلال الإسرائيلي، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز رموز اليمين المتطرف وزعيم حزب "الصهيونية الدينية"، إلى تنفيذ عمليات تدمير شامل في الضفة الغربية، شبيهة بالمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة خلال الأشهر الماضية.
وكتب سموتريتش، الذي لم يخفي في السابق مواقفه المتطرفة الداعية إلى تهجير الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان بالقوة، على منصة "إكس" منشورًا صريحًا دعا فيه إلى تدمير قريتي بروقين وكفر الديك شمال الضفة الغربية، وتحويلهما إلى أطلال كما حدث في الشجاعية وتل السلطان، اللتين تعرضتا لعمليات قصف مكثفة أسفرت عن سقوط آلاف القتلى المدنيين في قطاع غزة.
اقرأ أيضًا:
- خطط استعمارية تقترب من التنفيذ في قلب الضفة.. هل بدأت المرحلة الأخطر ؟
- الكشف عن مخطط إسرائيلي لتغيير خريطة الضفة (تفاصيل)
تحريض صريح على إبادة مدنية
تصريحات سموتريتش جاءت في أعقاب إعلان سلطات الاحتلال يوم الخميس عن مقتل مستوطنة وإصابة زوجها في عملية إطلاق نار قرب قرية بروقين شمال الضفة الغربية يوم الأربعاء.
وبينما لم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن العملية حتى لحظة تصريحاته، سارع الوزير الإسرائيلي إلى الدعوة للانتقام الجماعي عبر سياسات الأرض المحروقة.
وكتب في منشوره: "كما دمرنا رفح وخان يونس وغزة، يجب علينا أن ندمر في الضفة أيضًا، يجب أن تبدو بروقين وكفر الديك مثل الشجاعية وتل السلطان".
وهذه المقارنة التي أطلقها ليست مجرد تهديد، بل تشير إلى تبني مباشر لنموذج الإبادة الجماعية الذي طبقه جيش الاحتلال في الشجاعية وتل السلطان، حيث أسفرت الغارات الجوية والقصف المدفعي المكثف عن تسوية أحياء كاملة بالأرض، وقتل آلاف المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية.
غزة تحترق والضفة تحت التهديد
يأتي هذا التصعيد اللفظي والتحريضي من قبل وزير في الحكومة الإسرائيلية، بينما لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تواصل عدوانها الدموي على قطاع غزة، وسط اتهامات دولية متزايدة بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب.
وفي الوقت ذاته، توسعت دائرة القتل والاعتداءات في الضفة الغربية، حيث تنفذ قوات الاحتلال بشكل يومي عمليات اقتحام واعتقال وقتل ممنهج، تزامنًا مع تصاعد عنف المستوطنين المسلحين ضد القرى الفلسطينية.
وقد استشهد حتى الآن عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة وحدها منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، بينما سقط مئات آخرون في الضفة الغربية خلال العمليات العسكرية المتواصلة، معظمهم من المدنيين العزل، في ظل صمت دولي مريب وعجز المنظمات الدولية عن كبح جماح العدوان.