تتواصل المساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن الجولة الحالية من المفاوضات، المنعقدة في الدوحة، شهدت تعثراً ملحوظاً بسبب خلافات حادة حول خريطة انتشار القوات الإسرائيلية داخل القطاع، بحسب مصادر مطلعة على سير المحادثات.
خريطة الانسحاب تفجّر الخلافات من جديد
أفادت مصادر عربية ودولية بأن إسرائيل قدمت خلال الجولة الحالية "خريطة ميدانية" لانتشار قواتها خلال الهدنة المقترحة، تتضمن احتفاظ الجيش الإسرائيلي بوجوده في نحو 40% من مساحة القطاع، خصوصاً في مناطق محاذية لمحور فيلادلفيا وأجزاء من جنوب رفح.
حركة حماس رفضت المقترح بشكل قاطع، معتبرة أنه يتنافى مع جوهر وقف إطلاق النار ويفرغ الاتفاق من مض
اقتراح أميركي بتأجيل البند العسكري
وفي محاولة لتجاوز العقدة، قدمت الولايات المتحدة مقترحاً جديداً يقضي بتأجيل مناقشة الانسحاب العسكري إلى مراحل لاحقة، والتركيز أولاً على ملفات:
إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين
ضمان تدفق المساعدات الإنسانية
تثبيت هدنة مؤقتة قابلة للتمديد
المقترح الأميركي حظي بترحيب حذر، لكنه لم يلقَ موافقة شاملة حتى اللحظة.
قطر: انخراط "إيجابي" من الطرفين
أكدت وزارة الخارجية القطرية أن المفاوضات تشهد "مشاركة فاعلة وإيجابية من الطرفين"، مع استمرار المشاورات حول التوصل إلى هدنة إنسانية لمدة 60 يومًا قابلة للتطوير نحو وقف دائم لإطلاق النار.
وتشارك في الجولة الحالية إلى جانب قطر كل من مصر والولايات المتحدة، التي دفعت بمبعوثها الخاص ديفيد ويتكوف إلى طاولة الحوار في الدوحة.
نتنياهو: منفتحون على هدنة طويلة بشروط
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح مساء أمس بأن حكومته مستعدة للانخراط في مفاوضات حول وقف دائم للعمليات العسكرية، شريطة تفكيك قدرات حركة حماس العسكرية بشكل كامل.
وأضاف أن أي هدنة طويلة ستبقى مشروطة بـ"ضمانات أمنية صارمة" وبآلية رقابة دولية.
الوضع الإنساني يضغط على طاولة التفاوض
في سياق متصل، حذّرت الأمم المتحدة من وصول الوقود في قطاع غزة إلى مستويات "حرجة"، ما يهدد بتوقف خدمات أساسية في المستشفيات ومراكز الإيواء، ويضاعف الضغوط على المتفاوضين لتسريع الوصول إلى اتفاق إنساني عاجل.
المشهد العام حتى الآن:
الملف الوضع الراهن
الانسحاب العسكري نقطة الخلاف الأبرز
الأسرى والمساعدات محور نقاش أساسي في المقترح الأميركي
الموقف الإسرائيلي قبول مشروط بهدنة طويلة
الموقف الحمساوي رفض استمرار الوجود العسكري بأي صيغة
الموقف الدولي دعم لهدنة إنسانية وربط التقدم بالتخفيف الفوري للحصار
الوضع الإنساني متدهور ويهدد بانهيار الخدمة.
رغم الزخم الدبلوماسي والتدخلات الدولية المتكررة، تبقى المفاوضات رهينة عقدة الخريطة الميدانية، ما يؤخر الوصول إلى اتفاق شامل. وبينما تسعى الوساطات إلى هندسة تسوية مرنة تبدأ بهدنة إنسانية وتنتهي بتفاهمات سياسية، فإن الثقة بين الأطراف لا تزال هشة، والميدان مرشح للاشتعال مجددًا في حال فشل المسار التفاوضي.