كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح الجمعة، عن أن الغارات الجوية الكثيفة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شتى أنحاء قطاع غزة تعد بمثابة تمهيد واضح لتحركات عسكرية برية مرتقبة، قد تحمل تغييرات جذرية في المشهد الميداني للقطاع المحاصر.
وفي تقرير نشرته القناة 13 الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني، أكدت أن القوات الإسرائيلية تستعد لتوسيع رقعة المواجهة داخل القطاع، في وقت دخلت فيه تعزيزات عسكرية جديدة مدينة جباليا الواقعة شمال غزة، ما يشير إلى تحضيرات ميدانية مكثفة لعملية برية موسعة.
اقرأ أيضًا:
- آخر تطورات هدنة غزة: واشنطن تضغط ونتنياهو يناور وسط تعقيدات الحرب وشروط الانسحاب
- موت بطيء في غزة: معاناة مرضى الفشل الكلوي بين نقص الأدوية وتدمير الأجهزة
استمرار المفاوضات
وتزامن هذا التصعيد العسكري مع استمرار المفاوضات السياسية في الدوحة، حيث تواصل إسرائيل، وفقًا للقناة، إجراء محادثات غير مباشرة مع حركة "حماس" عبر وسطاء دوليين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ومحتجزين، ويبدو أن هذه المفاوضات تسير على خيط رفيع، وسط استمرار العمليات العسكرية التي تهدد بنسف أي تقدم دبلوماسي.
وفي سياق ميداني موازي، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوقوع مجازر مروعة جراء القصف العنيف الذي شنه جيش الاحتلال على شمال قطاع غزة فجر الجمعة، حيث نقل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن فرق الإنقاذ انتشلت 15 شهيدًا على الأقل، فيما لا تزال عشرات الجثامين والمصابين تحت الأنقاض نتيجة استهداف منازل سكنية في مناطق متعددة.
وتعود جذور هذا التصعيد الجديد إلى منتصف مارس الماضي، حين أعادت إسرائيل تفعيل آلة القتل العسكرية بعد توقف دام قرابة شهرين، في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم مع حركة "حماس" في 19 يناير، وهذا الاتفاق، الذي كان يفترض تمديده أو الانتقال به إلى المرحلة الثانية، اصطدم بجدار الخلافات المتصاعدة بين الطرفين، ما أدى إلى انهياره عمليًا.
خلافات جوهرية
وفي تصريح لافت، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أعطى تعليماته للجيش بالتصرف "بقوة"، مبررًا ذلك برفض "حماس" إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين ورفضها ما وصفه بجميع المبادرات المعروضة لوقف إطلاق النار، ما يعكس نية واضحة للعودة إلى مسار الحسم العسكري بدلًا من التفاوض.
ومع استمرار الخلافات الجوهرية حول ملامح الاتفاق المحتمل، تجد غزة نفسها أمام مشهد متوتر، حيث تسير التطورات نحو مزيد من الانفجار، في وقت يبدو فيه أن المفاوضات لم تعد كافية لفرملة الآلة الحربية الإسرائيلية.
وبينما تتقدم الدبابات ميدانيًا، تظل الملفات السياسية عالقة في دوامة من الشروط المتبادلة والمطالب المعقدة، ما يجعل احتمالات التهدئة أقرب إلى التلاشي منها إلى التحقق.