انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بشدة الصفقة المحتملة بشأن تبادل الأسرى، مطالبًا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بضرورة سحب فريق التفاوض من العاصمة القطرية الدوحة، والشروع في عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.
وفي المقابل، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين بوقف الحرب والعمل على إعادة أبنائهم.
صفقة محتملة بشأن الأسرى
أما بالنسبة لإمكانية انسحاب "بن غفير" من الحكومة على خلفية الصفقة، قال: "نتنياهو يدرك تماماً الخطوط الحمراء، وآمل ألا نصل إلى نقطة اللاعودة".
"نتنياهو يعرف الحدود"
وأشار "بن غفير"، خلال حديث إذاعي مع محطة "103 إف إم" الإسرائيلية صباح اليوم الأحد، إلى أن الصفقة الجارية حول الرهائن تمثل "خطأً كبيراً"، مكرراً دعوته إلى سحب الوفد الإسرائيلي من الدوحة وبدء حملة عسكرية موسعة في غزة.
وتابع "بن غفير": "نحن لا نستعيد جميع الرهائن، وحماس تتفاخر، والمساعدات الإنسانية اليوم لا مبرر لها، ما دام الرهائن لا يحصلون على الطعام".
كما شدد "بن غفير"، على أنه يعمل جاهداً لمنع إدخال أي مساعدات إنسانية إلى غزة، مضيفاً: "رئيس الوزراء يدرك جيداً النقاط التي لا يمكنني تجاوزها، وأتمنى ألا نتخطى تلك الحدود".
"لن أبقى دقيقة واحدة"
وأكد "بن غفير"، على التزامه بمبادئه، قائلاً: "تخليت عن المال والمناصب، ولن أساوم على مبادئي، وإذا تم تجاوزها، فلن أبقى في الحكومة ولو لدقيقة واحدة".
وفي السياق ذاته، لفت "بن غفير"، إلى أن إدخال المساعدات إلى غزة ساهم في عرقلة تحقيق النصر العسكري، قائلًا: "وفقاً للقانون الدولي، لسنا ملزمين بذلك، هذه المساعدات منعتنا من تحقيق الانتصار حتى الآن".
"خطأ كبير"
وكشف "بن غفير"، عن حواره المستمر مع رئيس الوزراء قائلاً: "نتنياهو يعلم ما أقبله وما أرفضه، وإذا لم نستطع إسقاط حماس، فلا مبرر لوجود هذه الحكومة".
أما عن أداء نتنياهو، لفت "بن غفير"، إلى أنه لا يتصرف بدوافع سياسية، بل بدافع محبته لإسرائيل، قائلاً: "جلست معه عشرات الساعات، هو يتحرك بدافع وطني، لكنه أخطأ في فهمه، كما فعل كثيرون غيره".
وشدد "بن غفير"، على أن نتنياهو ارتكب "خطأً كبيراً"، إلا أنه يسعى الآن إلى تحقيق "النصر النهائي".
مفاوضات حاسمة... وضغوط دولية
من المرجح أن يخوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة مرحلة مصيرية من المفاوضات مع حركة حماس، وسط تقارير عن ضغوط دولية متزايدة على الطرفين من أجل التوصل إلى اتفاق.
ومن جهتها، أفادت "مصادر"، بأن الوفد الإسرائيلي في الدوحة لا يتمتع بالصلاحيات الكافية لحسم المسائل العالقة.
وأشارت "المصادر"، إلى أن نتنياهو يتمسك بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين دون أن يترافق ذلك مع وقف إطلاق النار، في حين نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم مستعدون لتعديلات طفيفة على إطار المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، لكنهم يرفضون أي تغييرات جوهرية.
الميدان يشتعل والمظاهرات تتسع
وبدورها، أوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن العمليات العسكرية لا تزال مستمرة، وأن إسرائيل منحت حماس مهلة قصيرة للتوصل إلى اتفاق، قبل أن تبدأ عملية عسكرية موسعة يجري التحضير لها حالياً.
وفي هذا الإطار، ناشدت عائلات الأسرى رئيس الوزراء وفريق التفاوض بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن، متهمة نتنياهو بخوض الحرب لأسباب سياسية، وخدمة لأقلية متطرفة تسعى لإقامة مستوطنات في غزة.
وشددت "العائلات"، خلال مؤتمر صحفي، على أن استمرار الحرب سيؤدي إلى مقتل من تبقى من الأسرى، مناشدة بضرورة إنهاء الحرب وإعادة المختطفين.
تل أبيب تغلي
والجدير بالإشارة أن مدينة تل أبيب شهدت تظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف، تعبيراً عن التضامن مع عائلات الأسرى، ومطالبة بوقف الحرب وإبرام صفقة تعيد المحتجزين.
وأشار المتظاهرون، إلى أن إطالة أمد الحرب تعني القضاء على فرص النجاة لمن تبقى من الأسرى في غزة.
والجدير بالذكر أن السلطات الإسرائيلية أشارت إلى أن عدد الأسرى المحتجزين في غزة بنحو 58 أسيراً، بينهم 20 على قيد الحياة.