بغطاء عسكري.. نتنياهو يكشف عن خطة إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات في غزة

نتنياهو
نتنياهو

في أحدث تصريحات له تعكس تعقيد الموقف الإسرائيلي تجاه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، أعلن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفق ما أوردته القناة الإسرائيلية الثانية عشرة، عن تبني حكومته خطة جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وذلك بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، مع التشديد على أن الآلية ستكون خاضعة لحماية الجيش الإسرائيلي وتحت إشرافه الكامل.

اقرأ أيضًا:

خطة إنسانية بغطاء عسكري

وأوضح نتنياهو أن هذه الآلية ترتكز على إنشاء "نقاط توزيع" محددة تقوم القوات الإسرائيلية بحمايتها ميدانيًا، على أن يتوجه المواطنون الفلسطينيون في غزة إليها للحصول على المساعدات، في إطار ما وصفه بـ"منطقة مخصصة بالكامل لتوزيع المساعدات تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية".

وتكشف هذه التصريحات عن محاولة من جانب الاحتلال لإيجاد صيغة "إنسانية - أمنية" تتيح له مواصلة عملياته العسكرية من جهة، والتخفيف من الضغوط الدولية بشأن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع من جهة أخرى.

وأشار نتنياهو إلى أن حكومته، منذ اندلاع الحرب، كانت قد سمحت بإدخال "الحد الأدنى من المساعدات" إلى غزة، مدعيًا أن تلك المساعدات "وقعت في قبضة حركة حماس"، وهو ما دفع تل أبيب إلى وقفها بشكل كامل في مرحلة لاحقة.

وبرر القرار بأنه يأتي ضمن رؤية عسكرية تهدف إلى "منع الحركة من الاستفادة من المساعدات لتحقيق أهدافها"، على حد قوله.

تناقض واضح

وفي تصريح لافت، زعم نتنياهو أنه كان من أوائل المحذرين من خطورة الوصول إلى حالة المجاعة في غزة، لكنه ربط ذلك بتحقيق ما سماه "أهداف الحرب"، في إشارة إلى رغبته في إدارة الأزمة الإنسانية بما يخدم المخططات الإسرائيلية ميدانيًا وسياسيًا.

ويعكس هذا التصريح التناقض الواضح في خطاب الاحتلال، حيث تروج الحكومة الإسرائيلية لحرصها الظاهري على تجنب المجاعة، بينما تمارس حصارًا شاملاً وتمنع إدخال معظم أنواع الإمدادات الغذائية والطبية.

مخاوف من فقدان الدعم الأميركي

وفي سياق مرتبط، كشفت صحيفة يسرائيل هيوم أن نتنياهو أبلغ وزراء "الكابينيت الأمني" في جلسة مغلقة عن مخاوفه المتزايدة من تراجع دعم الحزب الجمهوري الأميركي لإسرائيل، إذا لم تتحرك الحكومة سريعًا لتمكين إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

ويعكس هذا التصريح مدى ارتباط القرارات الميدانية الإسرائيلية بالحسابات السياسية الأميركية، لاسيما أن الجمهوريين كانوا يمثلون خلال الشهور الماضية أحد أهم الداعمين لسياسات حكومة نتنياهو في واشنطن، ويبدو أن بعض التململ بدأ يظهر نتيجة الضغط الداخلي والدولي بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.

وفي سياق تأكيده على المضي في العمليات العسكرية دون توقف، جدد نتنياهو إعلانه بأن "إسرائيل ستفرض سيطرتها الكاملة على جميع مناطق قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن هناك "قتالًا ضخمًا ومكثفًا" يجري على الأرض، دون أن يوضح تفاصيل إضافية حول طبيعة العمليات أو مواقعها.

وأضاف أن القوات الإسرائيلية "تقوم بعمل عظيم" على حد وصفه، وهي عبارة تكررت كثيرًا في خطاباته الأخيرة في محاولة لرفع الروح المعنوية لجيشه وإثبات استمرار السيطرة، رغم الخسائر المتزايدة والضغوط الدولية المتصاعدة.

وكالات