"سلوك إسرائيل لا يحتمل".. رئيس الوزراء القطري يهاجم تل أبيب ويكشف عن فجوة كبيرة في المفاوضات

رئيس الوزراء القطري
رئيس الوزراء القطري

 في ظل تعثر المفاوضات وتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تواصل العمل بلا هوادة إلى جانب مصر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإيجاد مخرج سياسي للأزمة المتصاعدة منذ أكثر من 7 أشهر.

وقال آل ثاني في تصريحات صحفية نقلتها وسائل الإعلام القطرية والدولية، إن هناك فجوة كبيرة في المواقف بين حركة حماس وإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه الهوة لم تردم حتى الآن، وهي ما تعرقل الوصول إلى اتفاق شامل.

اقرأ أيضًا:

الوساطة القطرية

وكشف آل ثاني أن بلاده، ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب، سعت إلى التوسط في اتفاق شامل يضع حدًا للعنف الدامي ويعيد الأسرى والمحتجزين إلى ذويهم، مؤكدًا أن مفاوضات صفقة التبادل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كثيرًا ما تعطّلت بفعل ما وصفه بـ"الألاعيب السياسية"، في إشارة واضحة إلى مماطلات إسرائيلية متكررة ومحاولات استثمار الملف لتحقيق مكاسب داخلية.

وأوضح رئيس الحكومة القطرية أن بلاده تعتقد منذ البداية أن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر يمكن أن يكون نقطة تحول في مسار الحرب، ويؤسس لمرحلة جديدة من الانفراج، لكن الرد الإسرائيلي كان قصفًا عنيفًا على القطاع، ما يقوض كل أفق للسلام.

انتقادات لاذعة

وانتقد آل ثاني بشدة استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، قائلاً إن تل أبيب تواصل ارتكاب الانتهاكات دون أي مساءلة، مشيرًا إلى أن القطاع يتعرض لحصار خانق في وقت تخرج فيه تصريحات دولية "غير مسؤولة" تجاه الوضع الإنساني الكارثي في غزة، الذي بات يشهد مجاعة فعلية وغيابًا تامًا للخدمات الطبية.

وأكد آل ثاني أن قطر ماضية في طريقها نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، رغم محاولات الابتزاز السياسي وحملات التشكيك التي تتعرض لها الوساطة القطرية من بعض الأطراف، مشددًا على أن الحل الوحيد لإنهاء الحرب هو المسار الدبلوماسي، وليس التصعيد العسكري.

وقال بالحرف: "رغم كل محاولات الابتزاز والاتهامات، نحن ماضون في تحقيق الاستقرار وإحلال السلام"، في إشارة إلى التزام الدوحة بدورها الوسيط في واحدة من أكثر الأزمات دموية وتعقيدًا في المنطقة.

تحذير من سلوك إسرائيلي

وفي ختام تصريحاته، حمل رئيس الوزراء القطري إسرائيل مسؤولية التصعيد في عدة جبهات إقليمية، مؤكدًا أن سلوكها الحالي في غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان "لا يمكن احتماله"، وأنه يشكل خطرًا مباشرًا على استقرار الشرق الأوسط بأكمله.

وشدد على أن حل الصراع العربي الإسرائيلي هو المفتاح الجوهري لتحقيق الاستقرار طويل الأمد، لكنه يتطلب قيادة مسؤولة وشجاعة تتخلى عن منطق الحرب والهيمنة، وتؤمن بالحوار والتسويات السياسية.

وكالات