في تصريح خطير يعكس تصاعد خطاب التحريض داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، أثار عضو الكنيست السابق من حزب الليكود والقيادي اليميني المتطرف موشيه فيجلين، موجة من الغضب الدولي بعد دعوته الصريحة إلى "التخلص من الأطفال والرضع الفلسطينيين في قطاع غزة"، معتبرًا إياهم "أعداء يجب القضاء عليهم".
تصريحات صادمة
جاءت تصريحات فيجلين خلال مقابلة له مع القناة 14 الإسرائيلية، المعروفة بتوجهها اليميني، حيث قال بوضوح صادم: "كل طفل.. كل رضيع في غزة هو عدو"، وأضاف مستطردًا: "الطفل الذي تعطونه الحليب اليوم، سيذبح أطفالكم بعد خمسة عشر عامًا. الحل الوحيد هو احتلال غزة واستيطانها".
اقرأ أيضًا:
- "نقتل الأطفال كهواية".. تصريحات سياسي إسرائيلي تشعل غضب تل أبيب ونتنياهو يرد
- مجاعة حقيقية.. كيف يواجه سكان غزة محنة جوع أطفالهم؟
لم يكتف فيجلين بهذا القدر من التحريض، بل واصل دعوته لارتكاب جريمة جماعية بقوله: "علينا احتلال غزة واستيطانها بالكامل، حتى لا يبقى فيها طفل واحد من غزة، لا يوجد نصر آخر غير ذلك".
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث يتزايد القلق العالمي من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، وتتعالى الأصوات الحقوقية التي تحذر من وقوع جرائم إبادة جماعية ممنهجة بحق المدنيين، في ظل غارات لا تتوقف واستهداف مستمر للبنية التحتية المدنية.
غضب دولي متصاعد
تزامنًا مع هذه التصريحات الخطيرة، تواجه حكومة بنيامين نتنياهو ضغوطًا غير مسبوقة من عدد من الدول الأوروبية، التي وجهت انتقادات شديدة لأداء حكومته في القطاع، ووصفت الممارسات الإسرائيلية بأنها "مشينة" ولا تليق بدولة تدعي احترام القانون الدولي.
وأعربت عواصم أوروبية عدة عن قلقها البالغ من استمرار الحرب على غزة، خصوصًا في ظل تحذيرات متكررة من وقوع مجاعة وشيكة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين داخل القطاع منذ شهور.
خطاب الكراهية
تصريحات فيجلين ليست حالة معزولة، بل تندرج ضمن تصاعد متواتر لخطاب الكراهية والتحريض العنصري داخل أوساط اليمين الإسرائيلي المتشدد، ويثير هذا النوع من التصريحات قلقًا عميقًا لدى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، التي حذرت مرارًا من أن لغة التحريض العلني قد تتحول إلى سياسات تنفيذية على الأرض، تترجم إلى مزيد من المجازر والانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين.
ورغم فداحة التصريحات، لم تصدر أي إدانة أو تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية بشأن ما قاله فيجلين، وهو ما يُعد نوعًا من التواطؤ الصامت، ويطرح تساؤلات خطيرة حول مدى تسامح النظام السياسي الإسرائيلي مع خطاب الإبادة والدعوة لجرائم ضد الإنسانية.
مجاعة تلوح في الأفق
في السياق ذاته، تتصاعد التحذيرات الأممية والحقوقية من دخول قطاع غزة مرحلة المجاعة الكاملة، بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، وهو ما دفع عدة منظمات إنسانية إلى دق ناقوس الخطر، مشددة على أن الوضع الإنساني بات كارثيًا بكل المقاييس.
وأمام هذا المشهد الدموي، يواصل المجتمع الدولي توجيه دعوات عاجلة لوقف الحرب فورًا وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، بما في ذلك التحريض العلني على الإبادة كما ورد في تصريحات فيجلين.