في واحدة من أكثر التصريحات إثارة للجدل في الداخل الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة، أطلق يائير غولان رئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي وأحد أبرز وجوه المعارضة اليسارية، اتهامات لاذعة ضد الحكومة والجيش الإسرائيلي، متهماً الدولة بشكل مباشر بأنها "تقتل الأطفال كهواية" في قطاع غزة، وذلك خلال مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية (كان) صباح الثلاثاء.
تصريحات غولان
وقال غولان، وهو جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي وعضو سابق في الكنيست، في تصريحاته إن "إسرائيل باتت على حافة التحول إلى دولة منبوذة في المجتمع الدولي، مثلما حدث سابقاً مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ما لم تتراجع عن نهجها الحالي وتتصرف كدولة عاقلة ومحترمة للقانون الدولي".
اقرأ أيضًا:
- تهديد الاتحاد الأوروبي لإسرائيل وتداعياته على حكومة نتنياهو
- مفاوضات الدوحة.. متحدث باسم نتنياهو يكشف تفاصيل مقترح جديد قدمته تل أبيب إلى حركة حماس
وتابع غولان قائلاً: "الدولة العاقلة لا تشن حرباً ضد المدنيين، ولا تتعامل مع قتل الأطفال كهواية، ولا تضع خططاً لتهجير السكان من بيوتهم وأرضهم".
وأشار إلى أن الحكومة الحالية تغص بشخصيات انتقامية، تفتقر إلى المبادئ الأخلاقية، وغير قادرة على إدارة شؤون البلاد في أوقات الأزمات، مضيفاً أن الوزراء الحاليين فاسدون، ولا يفكرون سوى في مصالحهم الشخصية، وأكد على ضرورة وقف الحرب فوراً، والعمل على "إعادة الرهائن وإعادة إعمار الدولة من جديد".
فجرن تصريحات غولان ردود فعل رسمية غاضبة على أعلى المستويات في المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
رد نتنياهو
وردّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ببيان شديد اللهجة، وصف فيه تصريحات غولان بأنها "افتراءات لا أخلاقية"، متهماً إياه ورفاقه في اليسار الراديكالي بـ"التحريض على الجيش والدولة في وقت تخوض فيه إسرائيل معركة من أجل بقائها"، على حد تعبيره.
وقال نتنياهو: "غولان الذي ارتدى ذات يوم بزة عسكرية وشبه إسرائيل بالنازيين، بلغ اليوم حضيضاً أخلاقياً جديداً، حين ادعى أننا نقتل الأطفال كهواية، بينما نحن نقاتل من أجل تحرير رهائننا ودحر حماس".
واعتبر نتنياهو أن "الجيش الإسرائيلي يمارس مهامه بشرف، في ظروف صعبة ومعقدة"، متهماً غولان بـ"تشويه صورة الجنود أمام العالم".
وفي السياق ذاته، هاجم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش غولان، قائلاً إنه "يكذب بشكل متعمد، ويشارك في مؤامرات أعدائنا لشيطنة إسرائيل وتشويه سمعة قواتنا"، معتبراً أن ما قاله يمثل "خيانة وطنية".
كما علق وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بتصريح ناري، قال فيه إن غولان "يتحدث باسم حماس"، بينما وصفه وزير الاتصالات شلومو كاري بـ"الإرهابي الخطير الذي يهدد أمن الجنود ويجب التحقيق معه فوراً".
دعوة للاعتذار العلني
وفي محاولة لضبط الموقف دون تأجيج أكبر، دعا وزير الحرب بيني غانتس غولان إلى "الاعتذار العلني والفوري"، مشيراً إلى أن تصريحاته تعرض الجنود لخطر المساءلة القانونية الدولية، وتضعف موقف إسرائيل في المحافل الحقوقية.
أما رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، فقد حمل حركة حماس مسؤولية مقتل الأطفال، قائلاً: "القاتل الحقيقي للأطفال هو حماس، التي تستخدم المدنيين دروعاً بشرية".
بدوره، وصف أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع السابق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، تصريحات غولان بأنها إهانة مباشرة للجيش الإسرائيلي، وتمس بالأمن القومي في وقت بالغ الحساسية.