وجهت محافظة القدس، اليوم الثلاثاء، تحذير شديد من الدعوات التي أطلقتها "منظمات الهيكل" الإسرائيلية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى يوم الإثنين المقبل، تزامنًا مع الذكرى الثامنة والخمسين لاحتلال المدينة، واصفة هذه المناسبة بأنها "نكبة جديدة تتجدد فصولها كل عام بحق المدينة المقدسة وسكانها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".
جريمة مكتملة الأركان
وشددت محافظة القدس، في بيان رسمي، على أن ما نشرته منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" من دعوات لاقتحام المسجد الأقصى، ورفع أعلام الاحتلال داخله، وتنفيذ طقوس تلمودية استفزازية بحماية شرطة الاحتلال، يشكل تصعيدًا خطيرًا وجريمة مكتملة الأركان تمس بحرمة المسجد، معتبرة أن هذه المحاولات تمثل اعتداءً سافرًا لفرض واقع تهويدي بالقوة، يتعارض تمامًا مع الوضع القانوني والتاريخي القائم للمكان.
يوم احتلال لا "توحيد"
كما لفتت "المحافظة"، إلى أن ما يسمى بـ"يوم توحيد القدس" لدى المستوطنين، لا يعدو كونه يوم احتلال وعدوان وهمجية، وأنه تحول إلى منصة سنوية لاستباحة المسجد الأقصى، وحي الشيخ جراح، وباب العامود، وأحياء البلدة القديمة، مؤكدة أن هذا اليوم يشهد اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، تتضمن تحريضًا مباشرًا، وشتائم عنصرية بحق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واعتداءات على الممتلكات والمقدسيين، وكل ذلك يتم بحماية مباشرة من قوات الاحتلال.
"خط أحمر" وتهديد بانفجار
وفي السياق ذاته، حملت "المحافظة"، حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير، المسؤولية الكاملة عن التبعات المحتملة لهذا التصعيد الخطير، محذرة من مغبة الاستمرار في استهداف المسجد الأقصى، كما أكدت أن الأقصى يمثل "خطًا أحمر" لدى أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بأسرها.
ونوهت "المحافظة"، بأن استمرار هذا العدوان الممنهج لن يمر دون رد، مشيرة إلى ما حدث في عام 2021 نتيجة هذه الاستفزازات، حين فجّرت "مسيرة الأعلام" شرارة مواجهة شاملة، وأن المدينة ما زالت تقف على "برميل من الغضب الشعبي المشروع".
دعوة للتدخل العاجل
كما ناشدت "المحافظة"، المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، بالتدخل الفوري وتحمل مسؤولياتهم تجاه مدينة القدس، والعمل على وقف هذا التدهور الخطير الذي قد يؤدي إلى انفجار شامل نتيجة السياسات العنصرية الممنهجة.
مواجهة شعبية مرتقبة
وإلى ذلك، طالبت "المحافظة"، كل أبناء الشعب الفلسطيني، في مختلف أماكن وجودهم، إلى رفض هذا العدوان المتكرر والتضامن مع أهل القدس ومقدساتها، دفاعًا عن الحق العربي والإسلامي الأصيل في المدينة المقدسة.
والجدير بالذكر أن جماعات الهيكل المتطرفة تنظم كل عام في ذكرى احتلال القدس "مسيرة الأعلام"، بمشاركة آلاف المستوطنين، الذين يجوبون شوارع المدينة والبلدة القديمة بممارسات استفزازية واعتداءات ممنهجة على المقدسيين، تحت حماية مكثفة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.