في تطور لافت على جبهة العمليات العسكرية، كشفت وسائل إعلام عبرية صباح الأربعاء، عن توسيع الجيش الإسرائيلي لنطاق عمليته البرية داخل قطاع غزة، في وقت تتصاعد فيه خسائره البشرية نتيجة الكمائن التي تنصبها المقاومة الفلسطينية.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن القوات الإسرائيلية شرعت في توسيع نطاق المناورة البرية في مختلف مناطق القطاع، مشيرة إلى دفع كل من "لواء ناحال" و"لواء جولاني" إلى عدة مناطق جديدة داخل غزة، ضمن خطة عسكرية متسارعة يهدف الجيش من خلالها إلى تعزيز وجوده الميداني وتكثيف الضغط على المقاومة.
اقرأ أيضًا:
- غصب وانزعاج داخل سلاح الجو الإسرائيلي.. هل فقدت الغارات على غزة مبرراتها؟
- أولمرت يشن هجومًا حادًا على نتنياهو: ما يجري في غزة يقترب من "جريمة حرب"
خسائر في صفوف جيش الاحتلال
لكن هذه التحركات لم تمر دون خسائر، فقد سقط جندي إسرائيلي في كمين محكم للمقاومة جنوب القطاع، مساء الثلاثاء، وذلك من خلال تفجير عبوة ناسفة زرعت بدقة ضد قوة إسرائيلية كانت تتحرك داخل منطقة لم يتم تمشيطها مسبقاً، وهو ما أثار موجة انتقادات حادة داخل الإعلام العبري حول الإخفاقات المتكررة في الميدان.
وكشفت القناة 14 العبرية تفاصيل الحادثة، موضحة أن الجندي القتيل هو الرقيب أول دانيلو موكانو، وأن الحادثة تكررت فيها ذات الأخطاء الميدانية التي لطالما أوقعت خسائر بشرية في صفوف الجيش، وأشارت القناة إلى أن القوة الإسرائيلية دخلت مبنى دون التأكد من تمشيطه أو تأمينه، متسائلة بحدة: "لماذا لم يتم التأكد من المبنى أو استهدافه مسبقاً؟".
وأضافت القناة أن العبوة الناسفة التي انفجرت كانت من صنع كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، نافية أن تكون عبوة تابعة للجيش انفجرت عن طريق الخطأ، ومؤكدة أن الانفجار تسبب في انهيار المبنى فوق القوة الإسرائيلية.
تفخيخ غزة
وأثارت هذه الحادثة الكثير من علامات الاستفهام في الأوساط العسكرية والإعلامية الإسرائيلية، حيث تساءلت القناة العبرية بوضوح: "لماذا نكرر الدخول مراراً وتكراراً في مثل هذه الكمائن القاتلة، وكأن العبر لم تستخلص بعد؟".
وأشارت القناة إلى أن دانيلو موكانو يعد ثاني جندي يقتل منذ بداية عملية "عربات جدعون"، التي تشنها إسرائيل حالياً على غزة، وذلك رغم أن الجيش لم يستخدم بعد كامل قوته القتالية في العمليات البرية.
وأكدت القناة أن المقاومة استغلت فترات الهدنة المؤقتة بشكل فعال في تحصين غزة وتفخيخ العديد من المواقع، ما جعل التوغل البري محفوفاً بالمخاطر.
وقالت في تقريرها: "غزة أصبحت مفخخة بالكامل، وهذا ما قامت به الفصائل المسلحة خلال فترات وقف إطلاق النار"، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يدخل في مصائد مميتة، دون اتخاذ تدابير كافية للحد من هذه المخاطر.