في مؤشر على تصاعد التوترات الداخلية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، كشف ألون بن ديفيد محلل الشؤون الدفاعية في القناة 13 الإسرائيلية، عن تزايد مشاعر القلق والانزعاج بين عدد من الطيارين وأفراد سلاح الجو الإسرائيلي، نتيجة مشاركتهم المتواصلة في الغارات الجوية التي تستهدف قطاع غزة منذ أشهر.
وبحسب بن ديفيد، فإن عدداً من أفراد سلاح الجو الذين تحدث إليهم بشكل مباشر بدأوا يعبرون عن تململهم من طبيعة الأهداف التي تضرب يومياً في غزة، متسائلين عن مدى جدوى تلك العمليات وعن الأهداف الاستراتيجية التي تحقق فعلاً من ورائها.
اقرأ أيضًا:
- أولمرت يشن هجومًا حادًا على نتنياهو: ما يجري في غزة يقترب من "جريمة حرب"
- حماس تكشف عن آخر مستجدات مفاوضات غزة في الدوحة (تفاصيل)
حرب طويلة
وأشار إلى أن الروح العامة داخل أوساط سلاح الجو تغيرت، ولم تعد كما كانت في الأسابيع الأولى التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر 2023، إذ كان ينظر للعمليات حينها على أنها رد مشروع على هجوم مفاجئ.
أما اليوم، فقد باتت هذه الغارات، بحسب ما يراه بعض الطيارين، جزءاً من حرب طويلة اختارتها إسرائيل بنفسها، وأخذت أبعادًا سياسية وعسكرية متشعبة لا ترتكز على ردّ مباشر.
ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن بن ديفيد أن هذا التحول في الإدراك خلق حالة من عدم الارتياح النفسي والمهني بين بعض الطيارين، الذين باتوا أكثر وعيًا لتأثير الضربات الجوية على المدنيين الفلسطينيين، حيث تؤدي العديد من هذه الغارات إلى مقتل المئات منهم، الأمر الذي دفع هؤلاء الأفراد إلى طرح أسئلة أخلاقية صريحة حول ما إذا كانت هذه العمليات لازمة، وما إذا كانت تخدم هدفاً حقيقياً أم لا.
ورغم هذه الانتقادات الداخلية، تواصل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التأكيد على أنها تبذل قصارى جهدها لتجنب استهداف المدنيين، متهمة حركة حماس باستخدامهم كدروع بشرية من خلال التمركز في المناطق السكنية والمؤسسات المدنية.
ضغط عسكري
في المقابل، يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن الضغط العسكري المتمثل في هذه الغارات، هو وسيلة ضرورية لإجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين لديها.
أما حركة حماس، فترى أن إنهاء الحرب هو السبيل الوحيد للوصول إلى اتفاق لتبادل الأسرى، حيث أبدت استعدادها للإفراج عن الرهائن مقابل وقف كامل لإطلاق النار، وهو العرض الذي ترفضه الحكومة الإسرائيلية بشدة، خشية أن يترجم هذا الاتفاق إلى شرعنة لبقاء حماس في السلطة، وهو ما تصفه القيادة الإسرائيلية بأنه خطر استراتيجي يجب تجاوزه.
مقتل جندي إسرائيلي
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء مقتل أحد جنوده خلال اشتباكات دارت في جنوب قطاع غزة، وأوضح في بيان رسمي أن الجندي القتيل هو دانيلو موكانو، البالغ من العمر 20 عامًا، والذي يحمل رتبة رقيب أول وينتمي إلى مدينة حولون.
وكان موكانو يخدم ضمن صفوف اللواء السابع، في الكتيبة 82، وهي إحدى وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، وتأتي وفاته بعد أقل من 24 ساعة من إعلان مقتل جندي آخر خلال اشتباكات عنيفة في شمال القطاع، مما يسلط الضوء على تصاعد خسائر الجيش الإسرائيلي البشرية في ظل استمرار المعارك في مختلف محاور غزة.