في تطور خطير يكشف عن نوايا إسرائيل التوسعية في قطاع غزة، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ عملية برية شاملة تمتد لشهرين، وتهدف إلى احتلال معظم أراضي القطاع بالتزامن مع تسريع وتيرة التهجير القسري للفلسطينيين إلى خارج غزة، وسط دعم أمريكي محدود ومواقف دولية عاجزة عن وقف هذه الانتهاكات.
ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية رفيعة - فضلت عدم الكشف عن هويتها - فإن هذه العملية البرية الواسعة تندرج ضمن خطة عسكرية تحمل اسم "عربات جدعون"، التي حظيت بموافقة "الكابنيت"، المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، منذ مطلع مايو الجاري.
اقرأ أيضًا:
- الجيش الإسرائيلي يكشف مجريات عملية "عربات جدعون".. هذا ما يحدث في غزة
- فتحت أبواب الجحيم.. هل ستكون "عربات جدعون" آخر العمليات الإسرائيلية في غزة؟
احتلال غزة
وتشير المصادر إلى أن الهدف العسكري المباشر هو فرض سيطرة ميدانية على غالبية أراضي قطاع غزة خلال فترة لا تتجاوز الشهرين عبر اجتياح بري واسع النطاق يتم الإعداد له حالياً على أكثر من جبهة، بما يشمل تعزيز الانتشار البري وتحريك وحدات نخبوية إلى مناطق مختلفة في شمال وجنوب ووسط القطاع.
وفي موازاة التصعيد العسكري، لفتت المصادر إلى أن إسرائيل تعمل على تسريع عملية تهجير الفلسطينيين من غزة إلى خارج حدود القطاع بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، ومع ذلك، أبدت المصادر الإسرائيلية أسفها لما وصفته بـ"البرود الأمريكي" تجاه هذه الخطة، معتبرة أن عدم حماس واشنطن الكامل لهذا المسار يبطئ تنفيذه رغم الجهوزية الإسرائيلية الميدانية.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي أعلن الجمعة عن توسيع عملياته العسكرية ضمن حملة "عربات جدعون"، وبدأ تنفيذ ضربات جوية وميدانية واسعة النطاق تستهدف ما تبقى من البنية التحتية في غزة، في إطار ما وصفته تقارير إعلامية عبرية بـ"الإبادة الجماعية المستمرة".
وتعود هذه التوجهات الإسرائيلية إلى ما قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، لكنها تجد دعماً سياسياً متجدداً بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 25 يناير الماضي عن خطة تتيح لإسرائيل "السيطرة على غزة"، وتدعم فكرة تهجير سكانها كجزء من الحل النهائي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
خطة عربية بديلة
في المقابل، تسعى مصر بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تفعيل خطة بديلة تهدف إلى إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها.
وقد تم اعتماد هذه الخطة في مارس الماضي، وتتضمن جدولًا زمنيًا يمتد لخمس سنوات وتكلفة تقارب 53 مليار دولار، لكنها لا تزال تواجه عراقيل أمام الدعم الدولي الكافي لتطبيقها على الأرض.
ورغم كافة النداءات الدولية، تواصل إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 تنفيذ حرب إبادة منظمة ضد الفلسطينيين في غزة، تشمل القصف المتواصل، التدمير المنهجي للبنية التحتية، وفرض الحصار والتجويع، إلى جانب عمليات التهجير القسري التي باتت تجرى علنًا وتحت مظلة دعم سياسي وعسكري محدود من بعض الأطراف الدولية.
وقد أسفرت هذه الحرب عن سقوط أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين، بينما تتواصل العمليات الميدانية وسط تجاهل لأوامر صادرة عن محكمة العدل الدولية بوقف الحرب وإنهاء التهجير القسري.