على حافة الانهيار.. ضغوط داخلية وخارجية تهدد بقاء حكومة نتنياهو وبدائل تتحرك في الظل

نتنياهو
نتنياهو

تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة غير مسبوقة من الاضطراب والتوتر، في ظل تصاعد الاتهامات الموجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، وهي اتهامات لم تعد تقتصر على الساحة الدولية بل بدأت تتسع داخليًا لتشمل شخصيات بارزة من داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، ما ينذر باحتمال انهيار وشيك للائتلاف الحاكم.

تصريحات أولمرت

في تصريحات مفاجئة، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو، معتبرًا أن ما تقوم به في غزة يقترب جدًا من أن يكون جريمة حرب.

اقرأ أيضًا:

وأشار أولمرت إلى أن الحرب الحالية "بلا هدف واضح"، ولا تحمل في طياتها فرصة واقعية لإنقاذ حياة الرهائن، ما يعكس حالة من الفشل في التقدير والتخطيط داخل دوائر صنع القرار الإسرائيلي.

وتأتي تصريحات أولمرت في وقت حساس، حيث يسعى رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت للعودة إلى الحياة السياسية كلاعب أساسي، مما يعزز التكهنات بإمكانية إقصاء نتنياهو من المشهد خاصةً في ظل الضغط الشعبي والدولي المتصاعد.

عوامل متداخلة تهدد بقاء الحكومة

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن انهيار حكومة نتنياهو بات مسألة وقت مرجعًا ذلك إلى جملة من العوامل التي تتشابك فيما بينها، أبرزها الخلافات السياسية داخل الائتلاف، وتزايد الانتقادات الغربية، خاصة الأوروبية، لسلوك الحكومة في الحرب على غزة.

وقال صباغ، إن الاتهامات الموجهة لنتنياهو بارتكاب جرائم حرب، إلى جانب الحراك الدولي لعزل إسرائيل دبلوماسيًا، ستؤدي حتمًا إلى تقويض استقرار حكومته حتى في ظل المعارضة الضعيفة داخل إسرائيل.

وأشار إلى أن صعود نجم نفتالي بينيت بدعم أميركي غير معلن، يمثل تهديدًا جديًا لنتنياهو إذ أصبح يُنظر إليه كبديل محتمل قادر على استقطاب دعم داخلي وخارجي في حال أُطيح بنتنياهو. 

ولفت إلى أن استمرار الدعم الأميركي لنتنياهو لا يمكن أن يكون مضمونًا في حال تعرّضت إسرائيل لعقوبات أوروبية أو تم توجيه اتهامات مباشرة لقيادتها في محاكم دولية.

وأضاف صباغ أن هناك حراكًا غير معلن داخل إسرائيل لاستبدال الائتلاف الحكومي، إلا أن تحوله إلى تحرك علني مرهون بتطورات المشهد الدولي، لاسيما في حال صدور قرارات دولية أو فرض عقوبات اقتصادية أو دبلوماسية على تل أبيب.

انهيار الائتلاف

من جهته، يعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن أي محاولة لإسقاط حكومة نتنياهو من الخارج محكوم عليها بالفشل، مشيرًا إلى أن بقاء الائتلاف الحاكم مرهون بمواقف الأحزاب المشاركة فيه لا سيما تلك اليمينية المتشددة.

وأكد شلحت، أن ائتلاف نتنياهو يتمتع بأغلبية برلمانية في الكنيست، وهذا ما يمنع تمرير أي اقتراحات بحجب الثقة أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة، إلا إذا حدثت انشقاقات داخلية حاسمة، وبين أن العامل الأهم في زعزعة هذا الائتلاف قد يكون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما ترفضه الأحزاب اليمينية الشريكة في الحكومة بشدة.

وأشار شلحت إلى أن نتنياهو يتهرب من التوصل لأي اتفاق مع حركة حماس خشية انفراط عقد الائتلاف، ما يدفعه للاستمرار في الحرب رغم الضغوط الدولية، معتبرًا أن هذه المعادلة تخلق حالة من الجمود السياسي في إسرائيل.

وفي ما يتعلق بالموقف الأميركي، أوضح شلحت أن واشنطن، رغم خلافاتها المتكررة مع حكومة نتنياهو، لا تزال تعتبر دعمها لإسرائيل مسألة استراتيجية لا يمكن التخلي عنها، وأنها ستتدخل – إن لزم الأمر – لمنع أي محاولات لمحاكمة قادة إسرائيل أمام المحاكم الدولية.

ورأى أن ما يثار عن وجود اتصالات مع بينيت كبديل لنتنياهو غير دقيق، وقد يكون الهدف منه ممارسة ضغط غير مباشر على نتنياهو للانصياع لبعض الشروط أو تعديل سياساته، لكنه لا يعكس نية حقيقية لتغيير القيادة السياسية في إسرائيل.

إرم نيوز