فجوات استخباراتية.. كواليس نجاة الأسير عيدان ألكسندر من قصف إسرائيلي كاد يودي بحياته

عيدان ألكسندر
عيدان ألكسندر

في واقعة دراماتيكية تكشف هشاشة الحسابات العسكرية الإسرائيلية وتعقيد ملف الأسرى، كشف موقع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة، أن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي أفرجت عنه حركة حماس مؤخرًا، كان على وشك الموت نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقع احتجازه تحت الأرض في غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

غارة 14 أبريل

وصف التقرير لحظة القصف بأنها كانت الأكثر رعبًا في رحلة الأسر التي استمرت 17 شهرًا، مشيرًا إلى أن الغارة نفذت بتاريخ 14 أبريل 2025، مستهدفة منشأة تابعة لحماس أقيمت فوق أحد الأنفاق التي استخدمت كأماكن احتجاز للأسرى.

اقرأ أيضًا:

ووفقًا لما ورد، كان ألكسندر محتجزًا على عمق 30 مترًا تحت الأرض، حين بدأت الغارات تهز المكان بعنف شديد، وسط صرخات الهلع بين عناصر حماس الذين أطلقوا وصف "يوم القيامة" على ما كانوا يشهدونه، تعبيرًا عن قرب نهاية مأساوية محتملة.

قال الموقع إن ألكسندر ظن للحظات أنه لن يخرج من بين الأنقاض حيًا، حيث انهارت فتحة النفق وأصيب في كتفه ويديه أثناء محاولته يائسًا شق طريقه للنجاة، ورغم شدة الموقف نجا الأسير بفضل سرعة تصرف قائد حماس المسؤول عن الموقع، الذي فعل أنظمة العزل ومنع تسرب الغازات القاتلة، الأمر الذي أنقذ حياته وحياة عدد من المسلحين المتواجدين في المكان. 

وأفادت المعلومات بمقتل أحد الحراس، بينما نقل ألكسندر من الموقع على عربة يجرها حمار، تقودها امرأة تبين لاحقًا أنها مقاتلة متنكرة.

من ساحات القتال إلى أنفاق الأسر

عيدان ألكسندر، الذي أسر في السابع من أكتوبر 2023 بعد أن قاتل حتى تعطلت بندقيته، أمضى 584 يومًا في الأسر داخل غزة، تنقل خلالها بين مدارس ومساجد وخيام، خصوصًا في مدينة رفح، قبل أن ينقل إلى منشأة سرية اعتبرتها حماس مخصصة لما تسميه "أسرى الكنوز" الاستراتيجية، نظراً لقيمتهم السياسية والتفاوضية.

وجاء هذا التنقل المتكرر كإجراء أمني لمنع استهدافهم أو اكتشاف مواقعهم، لكن حادثة نفق خان يونس كشفت عن محدودية هذا الإجراء أمام قوة النيران الجوية الإسرائيلية وغموض المشهد الاستخباري.

فجوات استخباراتية

ونقل تقرير يديعوت أحرونوت عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، أن الجيش يتبع قواعد صارمة لتجنب استهداف أماكن يحتمل وجود أسرى فيها، إلا أن الفجوات الاستخبارية تترك الباب مفتوحًا أمام "أخطاء ميدانية قاتلة".

وقال المصدر: "نحن لا نقصف موقعًا نعلم يقينًا بوجود أسير فيه، لكن في بعض الحالات، نتحرك رغم غياب التأكيد الكامل، والحرب تفرض قرارات سريعة ضمن معطيات محدودة".

وجاء هذا التصريح في سياق انتقادات واسعة أثارتها الحادثة، خصوصًا في ظل تصريحات سابقة لرئيس الأركان إيال زمير، قال فيها إن العمليات لا تعرض حياة الأسرى للخطر، وهو ما وصفه التقرير بأنه "مجازفة خطيرة" لا تتسق مع الواقع الميداني.

41 أسيرًا قتلوا منذ بدء الحرب

وبحسب معطيات أوردها التقرير، فإن 41 أسيرًا إسرائيليًا على الأقل لقوا مصرعهم في قطاع غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، بعضهم نتيجة غارات إسرائيلية استهدفت مواقع لم تصنف سابقًا كمراكز احتجاز. 

وهو ما يضع القيادة العسكرية الإسرائيلية تحت ضغط داخلي متصاعد من عائلات الأسرى، التي باتت تخشى أن تتحول العمليات العسكرية من وسيلة للإنقاذ إلى خطر داهم على حياة أبنائها.

يديعوت أحرونوت