في تصريح صادم يعكس تصاعد الخطاب التحريضي في أوساط اليمين الأمريكي، دعا النائب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي راندي فاين، إلى استخدام الأسلحة النووية ضد قطاع غزة، وذهب حد وصف القضية الفلسطينية بأنها "قضية شريرة" لا تستحق التعاطف أو الحلول السياسية.
وجاءت تصريحات فاين في مقابلة مثيرة للجدل بثّتها شبكة "فوكس نيوز" مساء الخميس، وذلك في سياق تعليقه على حادثة إطلاق نار وقعت في العاصمة واشنطن، استهدفت موظفين من طاقم السفارة الإسرائيلية خلال مغادرتهما فعالية للجنة اليهودية الأمريكية في المتحف اليهودي الوطني.
دعوة لقصف نووي
وفي سياق حديثه، قال فاين، وهو نائب عن ولاية فلوريدا ومعروف بتأييده المطلق لإسرائيل، إن الحل الوحيد لإنهاء الصراع مع غزة هو الاستسلام الكامل وغير المشروط لما وصفه بـ"داعمي الإرهاب الإسلامي"، مستشهدًا بالتجربة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية.
اقرأ أيضًا:
- تصعيد غير مسبوق.. مصادر عسكرية تكشف عن خطة إسرائيلية للسيطرة على غزة وتطهير طويل الأمد
- إيهود باراك ينتقد نتنياهو: حرب غزة لحماية الائتلاف ونتائجها كارثية على إسرائيل
وأضاف: "لم نفاوض النازيين، ولم نتفاوض مع اليابانيين، بل قصفناهم بقنبلتين نوويتين حتى حصلنا على استسلام غير مشروط، يجب أن يكون الأمر ذاته هنا".
وهذا التشبيه الخطير بين غزة والمدن اليابانية التي دمرها القصف النووي الأمريكي يعبّر، بحسب مراقبين، عن تصاعد الخطاب الإبادي في المؤسسة السياسية اليمينية بالولايات المتحدة، خاصة في ظل الحرب المستمرة في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي خلفت آلاف الضحايا المدنيين.
القضية الفلسطينية
وفي تصعيد غير مسبوق، لم يكتف فاين بالدعوة لاستخدام القوة النووية، بل اعتبر أن القضية الفلسطينية برمتها "شريرة من جذورها"، ولا تستحق الدعم أو التفاوض.
واستخدم تعابير ذات طابع ديني وأيديولوجي في وصف الفلسطينيين ومناصريهم، في خطوة من شأنها أن تؤجج الخطاب العنصري وتضفي طابع "صراع حضارات" على النزاع السياسي والإنساني في المنطقة.
وتأتي هذه التصريحات بعد حادثة إطلاق نار استهدفت موظفين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، حيث كانا يشاركان في فعالية ثقافية في المتحف اليهودي شمال غربي العاصمة.
ووفق ما تم تداوله في وسائل الإعلام الأمريكية، فإن المهاجم يدعى إلياس رودريغز، ويبلغ من العمر 31 عامًا، وهو من سكان مدينة شيكاغو، وقد أطلق النار أثناء خروج الموظفين من الفعالية، ما أدى إلى إصابتهما بجروح متوسطة، قبل أن يتم توقيفه من قبل قوات الأمن الأمريكية.
وأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة من مسؤولين في واشنطن وتل أبيب وعدة عواصم غربية، وسط دعوات لتعزيز الحماية الأمنية للبعثات الدبلوماسية الإسرائيلية، واعتبار الهجوم "عملاً إرهابياً".
إدانات وصمت رسمي
رغم الخطورة الفادحة لتصريحات فاين، لم تصدر حتى لحظة إعداد هذا التقرير أي إدانة رسمية من الكونغرس أو البيت الأبيض، ما دفع ناشطين حقوقيين ومنظمات أمريكية وعربية إلى التنديد بما اعتبروه "دعوة للإبادة الجماعية" تحت غطاء سياسي أمريكي.
وفي تصريحات منفصلة، قالت منظمة "Jewish Voice for Peace" الأمريكية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، إن تصريحات فاين تمثل إساءة لضحايا القنابل النووية، وتحريضًا مباشرًا على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة.
وتتصاعد التحذيرات من تأثير مثل هذه التصريحات على الخطاب العام داخل الولايات المتحدة، حيث يتزايد نفوذ الأصوات المتطرفة داخل الكونغرس الأمريكي.
وتطرح تصريحات فاين تساؤلات خطيرة حول مدى التزام صناع القرار في واشنطن بالقانون الدولي والمعايير الأخلاقية والإنسانية، خاصة في ظل التواطؤ الصامت حيال الانتهاكات اليومية بحق المدنيين الفلسطينيين، والتي وثقتها منظمات حقوقية دولية بشكل موسع.