فضيحة جديدة تهز عرش نتنياهو.. قرارات سياسية تثير الجدل وتعيد تشكيل مراكز النفوذ في إسرائيل

نتنياهو
نتنياهو

في خطوة مثيرة للجدل تفتح الباب أمام اتهامات جديدة بإحكام قبضته على مفاصل الدولة، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر فصل أعضاء لجنة تعيين كبار المسؤولين في الحكومة ومؤسسات الدولة، وهي اللجنة التي تُعد جهة محورية في تحديد من يتولى المناصب الحساسة في الإدارة الإسرائيلية.

وبحسب التقرير، فإن نتنياهو يعتزم في الأيام القليلة المقبلة تعيين شخصيات محسوبة عليه سياسيًا وفكريًا داخل هذه اللجنة، بهدف ضمان سيطرة أكبر على قرارات التعيين في مفاصل الحكم، وهو ما ينظر إليه في الأوساط السياسية الإسرائيلية على أنه تحرك لتعزيز هيمنته على الجهاز التنفيذي والإداري، خاصة في ظل تصاعد الضغوط السياسية والعسكرية الناتجة عن استمرار الحرب في غزة.

اقرأ أيضًا:

تصعيد خارجي غير مسبوق

وفي سياق متصل، دخل نتنياهو في مواجهة علنية مع بعض أبرز حلفاء إسرائيل التقليديين في الغرب، إذ وجهت إليه اتهامات مباشرة بالسعي لتأجيج صراع طويل الأمد في قطاع غزة، بعدما أطلق تصريحات مثيرة للجدل اتهم فيها زعماء كل من فرنسا وكندا والمملكة المتحدة بـ"تأجيج معاداة السامية" و"دعم حماس"، على خلفية مطالبتهم المتكررة بإنهاء الحصار المفروض على القطاع، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والغذائية التي لم تدخل منذ أكثر من شهرين.

ووفقًا لما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن تصريحات نتنياهو مثلت تصعيدًا استثنائيًا في لهجة الخطاب الإسرائيلي تجاه شركائه الغربيين، واعتُبرت مواجهة دبلوماسية غير معتادة مع دول طالما دعمت إسرائيل سياسيًا وعسكريًا. 

كما أبرزت الصحيفة أن نتنياهو بدا في خطابه كأنه يتهم هؤلاء الزعماء بالتخلي عن إسرائيل في ما وصفه بـ"حرب من أجل البقاء"، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية في غزة، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين وتسببت في دمار شامل للبنية التحتية.

نتنياهو يحصن سلطته

ويرى مراقبون أن قرارات نتنياهو الأخيرة، سواء المتعلقة بإعادة تشكيل لجنة التعيينات أو هجماته الحادة على قادة دول غربية، تمثل استراتيجية مزدوجة: الأولى تهدف إلى ضمان بقاءه السياسي وسط تزايد الانتقادات الداخلية، والثانية تقوم على تبني خطاب شعبوي قومي يعزز سردية "المؤامرة الدولية ضد إسرائيل"، بهدف حشد الرأي العام الإسرائيلي خلفه.

وتأتي هذه التطورات في وقت تعيش فيه إسرائيل حالة غير مسبوقة من التوتر الداخلي والخارجي، وسط تعثر العمليات العسكرية في غزة، وتزايد العزلة السياسية بسبب الانتقادات الدولية لأسلوب إدارة الحرب، ورفض تل أبيب الانخراط في أي مسار سياسي ينهي المعاناة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

ومع استمرار هذه السياسة، تبدو إسرائيل بقيادة نتنياهو مقبلة على مرحلة أكثر اضطرابًا، عنوانها تفكك تحالفات، وتشكيك في النوايا، وتغليب للمواجهة على الحوار.

الشروق