أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع، بأن قرار وقف المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة كان خطأً فادحًا، نجم عن دوافع سياسية داخلية بحتة، وليس لأسباب استراتيجية أو أمنية كما كان يعتقد.
اعتراضات داخلية وتحذيرات دبلوماسية
وبحسب التقرير، فأن وزير الخارجية الإسرائيلي كان من أبرز المعارضين لهذا القرار، حيث حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن استمرار منع دخول المساعدات سيؤدي إلى تدهور حاد في العلاقات مع الحلفاء الدوليين، مشيرًا إلى أن هذا النهج قد يضعف موقف إسرائيل الدبلوماسي بشكل كبير.
الضغوط الدولية تجبر على التراجع
كما أوضح "المصدر"، أن وزير الخارجية أكد خلال مداولات داخلية أن إسرائيل ستجد نفسها مضطرة لاحقًا إلى التراجع واستئناف دخول المساعدات تحت وطأة ضغوط دولية متزايدة، وهو ما بدأ يتحقق فعلاً في الآونة الأخيرة.
دخول المساعدات يوميًا
وكانت قناة i24NEWS الإسرائيلية، قد نقلت عن مصدر أمني رفيع، بأن تدفق شاحنات المساعدات إلى داخل القطاع سيستمر بشكل يومي، وبكميات كبيرة خلال الأسبوع المقبل، وذلك حتى بعد افتتاح أربعة مراكز مخصصة لتوزيع الإغاثة في منطقتي نيتساريم وموراغ جنوب غزة.
وعلى الرغم من الإعلان عن هذه المراكز كخطوة تنظيمية لتحسين آليات التوزيع، أشار المصدر ذاته إلى أن هذه النقاط لن تكون كافية لتلبية الاحتياجات الميدانية للسكان، ما دفع إسرائيل إلى السماح بمرور شاحنات إضافية مباشرة إلى مناطق مختلفة داخل غزة، لتغطية النقص وتقديم ما وصفه بـ"المساعدات التكميلية".
أزمة إنسانية مستمرة
تأتي هذه التطورات في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وسط حصار مستمر منذ أكثر من ستة أشهر، وأضرار هائلة طالت كافة البنى التحتية، بما في ذلك المستشفيات ومخازن الغذاء وشبكات المياه والصرف الصحي، وقد أدى انخفاض كميات المساعدات الغذائية والدوائية التي تصل فعليًا إلى المدنيين، إلى تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية بشكل متسارع.
ويعاني أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع من أوضاع إنسانية مأساوية، في ظل نقص حاد في المواد الأساسية، ومع انعدام الأمن الغذائي لمعظم العائلات، وفي الوقت ذاته، تستمر الخلافات السياسية والإدارية بين إسرائيل وبعض الأطراف الأمريكية والدولية، في تقويض جهود الإغاثة، وتوجيهها وفق أجندات عسكرية وأمنية، بدلًا من مراعاة الحياد الكامل في التعامل مع السكان المدنيين.
ورغم التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن "تكثيف" دخول الشاحنات، إلا أن التوزيع العملي للمساعدات لا يزال يواجه تحديات ميدانية كبيرة، ما يثير مخاوف المنظمات الإنسانية من دخول القطاع في مرحلة كارثية جديدة، إذا لم تتخذ خطوات عاجلة وشفافة لضمان وصول المساعدات بشكل عادل وغير مشروط.