كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء الموافق، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدأ يظهر تململاً واضحًا من استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وبات يبحث بجدية عن منفذ سياسي يمكن أن يقوده نحو صفقة تنهي النزاع.
وأشار التقرير، الذي كتبه المحلل السياسي البارز في الصحيفة، عاموس هرئيل، إلى أن محاولات تحقيق اختراق سياسي في الأشهر الأخيرة باءت بالفشل أكثر من مرة، غير أن مؤشرات جديدة بدأت تظهر مؤخرًا على وجود توجه أميركي فعلي لتحريك الجمود، حتى وإن كان الحديث لا يزال محصورًا في صيغة أولية لاتفاق مرحلي من خطوتين.
اقرأ أيضًا:
- ترامب يتحدث عن مفاجآت قادمة في غزة.. هل اقتربت نهاية الحرب؟ (تفاصيل)
- مبعوث ترامب ينقل رسالة صارمة لحكومة نتنياهو.. ماذا تحمل لإسرائيل؟
إنهاء حرب غزة
ووفقًا لتحليل هرئيل، فإن ترامب يعتبر إنهاء الحرب في غزة جزء من استراتيجيته الانتخابية، ويرى في فرض صفقة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو — تتضمن الإفراج عن نصف عدد الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس — خطوة أولى يمكن البناء عليها لاحقًا لاستكمال الصفقة النهائية، التي قد تشمل وقفًا شاملًا للقتال أو اتفاق تهدئة طويل الأمد.
لكن الصحيفة تؤكد أن العائق الأكبر أمام تحقيق هذه الصفقة يكمن في الموقف المعقد الذي يواجهه نتنياهو داخليًا، إذ يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التوفيق بين مطالب الإدارة الأميركية من جهة، وضغوط شركائه في الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف من جهة أخرى.
وبحسب هرئيل، فإن قبول نتنياهو بأي اتفاق قد يفهم داخليًا على أنه "تنازل سياسي"، ما قد يؤدي إلى انهيار الائتلاف وفقدان الأغلبية البرلمانية.
أدوات الضغط القصوى
وفي هذا السياق، يشير التقرير إلى أن ترامب لم يستخدم بعد أدوات الضغط القصوى المتاحة له، وربما يكون هذا جزءًا من أسلوبه المرحلي القائم على التمهل والمناورة، ومع ذلك، فإنه يترك الباب مواربًا أمام احتمالات التقدم، خصوصًا إذا استشعر أن المماطلة الإسرائيلية قد تضر بمصالحه السياسية المباشرة.
وفي ختام تحليله، يوضح هرئيل أن نتنياهو سيبذل كل ما في وسعه لتأخير التوصل إلى أي اتفاق محتمل، على الأقل حتى انتهاء دورة الكنيست الصيفية بعد شهرين، ويهدف من هذا التأجيل إلى منع الذهاب نحو انتخابات مبكرة، ويسعى للإبقاء على موعد الانتخابات في أوائل عام 2026، حفاظًا على استمرارية حكومته واستقرارها في ظل عاصفة سياسية وأمنية لم تهدأ منذ اندلاع الحرب.