كشف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي، أن جيش الاحتلال قام باغتيال محمد السنوار، شقيق القائد السابق لحركة حماس في غزة، يحيى السنوار.
وسخر "نتنياهو"، في جلسة "40 توقيعًا"، من انتقادات المعارضة، متسائلًا بسخرية: "هل فقدتم صوابكم؟ أأنتم تعيشون على هذا الكوكب أم على كوكب آخر؟"، رافضًا اتهامات الفشل الموجهة لحكومته.
إسرائيل غيرت الشرق الأوسط
وأشار "نتنياهو"، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ملزم بالحضور للاستماع للملاحظات واستفسارات المعارضة، لكنه استغل المناسبة ليؤكد أن إسرائيل، حسب وصفه، حققت في هذه الحرب "إنجازات غير مسبوقة" على جبهات متعددة، معتبرًا أن حكومته "غيرت وجه الشرق الأوسط" ورسخت إسرائيل كقوة إقليمية.
استهداف حماس والتصعيد العسكري
كما أوضح "نتنياهو"، أن اغتيال محمد السنوار يأتي ضمن تحرك "دراماتيكي" للقضاء على القدرات السلطوية لحماس، مشددًا على أن الحكومة صمدت أمام ضغوط داخلية وخارجية في إطار سعيها لـ"تدمير القدرات العسكرية والإدارية" للحركة.
وفي ظل تشكيك المعارضة في تأييد الرأي العام له، زعم نتنياهو أن "أغلبية الشعب" تدعم حكومته، مشيرًا إلى أن الناس تطالبه "بعدم التوقف حتى تحقيق النصر المطلق".
وأكد "نتنياهو"، أن مفهوم "النصر المطلق" الذي يتبناه منذ بداية الحرب، يتضمن: استعادة الرهائن، القضاء على حماس، إجلاء قادتها، نزع سلاح غزة، ومنع أي تهديد مستقبلي منها.
كما شدد "نتنياهو"، على أن مسؤولًا أمنيًا بارزًا صرّح في بداية الحرب بأنه "لا أمل في استعادة أي رهينة"، لكنه عارض هذا التوجه، مضيفًا أنه يعمل "دون توقف" من أجل إعادتهم.
ولفت "نتنياهو"، إلى وجود معلومات مؤكدة تفيد بأن هناك 20 رهينة على قيد الحياة، بينما تم التأكد من مقتل ما يصل إلى 38 آخرين.
وفي سياق هجومه على المعارضة، قال "نتنياهو"، إنه لو كانت الحكومة استمعت لمقترحاتهم، "لكان كثير من الرهائن لا يزالون في أقبية حماس"، بحسب تعبيره.
عائلات الأسرى ترد بعنف
وفي السياق ذاته، ردت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة على خطاب نتنياهو ببيان غاضب، استهجنت فيه حديثه عن "إنجازات غير مسبوقة"، مؤكدة أنه لم يسبق أن كان هناك هذا العدد الكبير من الأسرى في تاريخ حروب إسرائيل.
كما لفتت "العائلات"، إلى أن نتنياهو حصل على "كل الدعم" خلال أكثر من 600 يوم، لكنه فشل في إعادة الأسرى أو إسقاط حماس، وتساءلت العائلات بغضب: "متى سيعترف نتنياهو بعجزه عن استعادة الأسرى، ويفسح المجال لشخص آخر؟".
لبيد يتهم نتنياهو بتخريب العلاقات مع واشنطن
ومن جهته، شن زعيم المعارضة يائير لبيد هجومًا عنيفًا على نتنياهو خلال نفس الجلسة، متهما إياه بتدمير علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأوضح "لبيد"، إن الأميركيين أبرموا اتفاقًا مع الحوثيين من دون علم نتنياهو، وإن الرئيس الأميركي اجتمع مع نظيره السوري أحمد الشرع، وجدد علاقاته مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، دون إخطار إسرائيل.
وأردف "لبيد"، ساخرًا: "لا شك أن الشرق الأوسط تغيّر. لو قلت لكم قبل عامين ونصف إن إيران ستهاجم إسرائيل مرتين، وإنكم ستستيقظون ثلاث مرات كل ليلة، لقلتم إنني فقدت عقلي".
وشدد "لبيد"، على أن المواطنين الإسرائيليين كانوا يشعرون بالأمان في الماضي، لأنهم كانوا يعلمون أن الدولة تحت السيطرة، لكن "اليوم، نحن في مرحلة ما بعد التسونامي – الدمار الكامل".
وأضاف "لبيد": "بايدن زار إسرائيل بعد عشرة أيام من تسلمي رئاسة الحكومة، أما الآن، فلم يتبق شيء".
وفي سياق متصل، انتقد "لبيد"، غياب إسرائيل عن أهم مؤتمر في الشرق الأوسط عقد في السعودية، قائلاً إن ذلك حصل فقط لأن نتنياهو يخشى من وزرائه سموتريتش وبن غفير.
ولفت "لبيد"، في ختام هجومه، إلى أن السعودية باتت تعتبر الحليف الأهم لأميركا في المنطقة، وإن محمد بن سلمان هو الحليف الحقيقي لدونالد ترامب، وليس بنيامين نتنياهو.
