أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في قطاع غزة، منتقدًا بشكل صريح السياسات الحالية لحكومة بلاده، وشدد على إن دعوات بعض الوزراء لتجويع سكان غزة وإبادتهم تمثل جريمة حرب، ولم يصدر عن رئيس الوزراء أي تعليق بشأنها.
حرب بلا هدف ولا جدوى
ولفت "أولمرت"، في مقابلة مع إذاعة NPR الأمريكية، إلى أن توسيع نطاق الحرب لا يحمل أي غرض أو هدف عسكري يمكن تحقيقه، مشددًا على أن الجميع باتوا على قناعة تامة بعدم وجود أي جدوى تبرر استمرار هذه العملية أو توسيعها.
وأضاف "أولمرت"، أن هذه العمليات لن تؤدي إلى إنقاذ الرهائن ولن تحقق مصلحة وطنية حقيقية.
سابقة مدمرة في تاريخ إسرائيل
كما وصف "أولمرت"، في تصريحات سابقة، الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة بأنها تفتقر لأي هدف واضح أو تخطيط جدي، كما أنها تخلو من فرص النجاح، معتبرًا أن حكومة نتنياهو قد سجلت سابقة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها، وأنه لم يسبق لدولة إسرائيل أن خاضت حربًا بهذا الشكل.
وأوضح "أولمرت"، أنه لم يتردد في الظهور الإعلامي في دول أوروبية عدة للدفاع عن إسرائيل، وكان يرفض الاعتراف بارتكابها لجرائم حرب، إلا أنه عاد ليؤكد أنه لم يعد قادرًا على تبرير ما يجري في غزة، واصفًا ما يحدث بأنه حرب تدميرية وإجرامية، تتسم بقتل المدنيين بشكل عشوائي ويفتقر لأي حدود إنسانية.
تناقض في التبريرات
وعلى الرغم من اعترافه بوقوع "قتل مفرط"، أصر "أولمرت"، على أن أحدًا من المسؤولين في الحكومة لم يصدر أوامر مباشرة باستهداف المدنيين بشكل عشوائي، ومع ذلك، وصف العدد الكبير من الضحايا الأبرياء في غزة بأنه تصرفات غير مبررة ولا يمكن فهمها، حتى لو نُظر إليها كنتيجة لحرب شرسة.
غياب القيادة وتخبط الجيش
وشدد "أولمرت"، على إن هذه الحرب كان يجب أن تنتهي في أوائل عام 2024، لكنها استمرت دون مبرر أو رؤية سياسية واضحة لمستقبل غزة والمنطقة، لافتًا إلى أن الجيش الإسرائيلي تصرف كثيرًا بتهور وعدوانية مفرطة، دون أن يتلقى تعليمات أو أوامر واضحة من القيادات العسكرية العليا، وهو ما فاقم الأزمة.
حكومة "متعمدة وخبيثة"
كما عبر "أولمرت"، عن قناعته بأن ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب ناجم عن سياسة حكومية متعمدة ووصفها بـ"الخبيثة وغير المسؤولة"، متهمًا نتنياهو بمحاولة التعتيم على الأوامر التي أصدرها، تجنبًا لتحمّل المسؤولية القانونية في المستقبل.
وفي السياق ذاته، اتهم "أولمرت"، بعض المؤيدين لنتنياهو، الذين وصفهم بـ"المتزلفين"، بأنهم يتفاخرون بسياسة تجويع غزة، معتبرين أن جميع سكان القطاع ينتمون إلى حركة حماس، وبالتالي لا وجود لقيود أخلاقية أو عملياتية تحول دون القضاء عليهم جميعًا.
تحذير من مواجهة المحكمة الدولية
كما حذر "أولمرت"، من أن استمرار هذه السياسات قد يعرض إسرائيل لعواقب ملموسة أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بما في ذلك عواقب مالية ودبلوماسية قد تكون قاتلة، مضيفًا أن حكومة نتنياهو، ومن أسماهم بـ"جوقة البلطجية"، قد تسارع إلى استغلال معاداة السامية كذريعة للرد على أي انتقادات دولية.
وأدعى "أولمرت"، أنه لم يكن هناك أي عدو خارجي، خلال 77 عامًا من تاريخ إسرائيل، ألحق بها ضررًا بقدر ما فعلت الحكومة الحالية بقيادة نتنياهو، ووزرائه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.