رجال الأعمال في غزة يرفضون مهمة توزيع المساعدات.. وشركة غامضة تتحدى الجميع

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريراً من مراسلتها في بيروت، مليكة كناعنة طبر، أوضحت فيه عن تفاصيل مثيرة تخص توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، التي باتت جزءًا من خطة إسرائيلية – أمريكية لاستبعاد المنظمات الدولية والأمم المتحدة من هذا الملف. 

وأشارت "الصحيفة"، إلى أن الشركة قد اتفقت مع مرتزقة أمريكية مكلفة بالتعهدات الأمنية على التعاون مع مجموعة فلسطينية غامضة داخل غزة، تتولى مهمة توزيع المساعدات على السكان المحليين، وسط أجواء من الفوضى وعدم التنظيم في اليوم الأول لتوزيع هذه المساعدات.

مرتزقة وشريك غامض

والجدير بالإشارة أن الشركة الأمريكية التي تدير التعهدات الأمنية، والمسماة "سيف ريتش سوليوشنز"، والتي يديرها ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، أبرمت عقدًا مع شركة غزية تعرف باسم "الإخوة الثلاثة" يديرها محمد خازندار، لتتولى مسؤولية إدارة وتوزيع المساعدات في منطقة تل السلطان برفح. 

وقد حاولت الشركة الأمريكية في الأسابيع الماضية استقطاب رجال أعمال محليين لتوظيفهم في مراكز التوزيع، إلا أن معظمهم رفضوا المشاركة، معتبرين أن الخطة تصل إلى حد التهجير القسري وتضر بالمبادئ الإنسانية، كما أنها تهدف إلى إحلال مجموعة جديدة بديلة عن عمل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة.

رجال الأعمال يرفضون التواطؤ

وفي السياق ذاته، أعرب رجال الأعمال في غزة، عن قلقهم من الخطة، معتبرين أنها غير مدعومة شعبياً، وتفتقر إلى الشرعية الإنسانية، حيث لفت سهيل السقا، رئيس نقابة المقاولين، إلى أن شركته تلقت عرضاً لتوفير غطاء لعاملين في مراكز التوزيع، لكنه اعتبر أن توزيع المساعدات عبر أربعة مراكز فقط لخدمة مليوني فلسطيني هو أمر غير عملي ومهزلة. 

وأفاد "السقا"، بأن خطتهم قوبلت برفض واسع من المنظمات الدولية والأمم المتحدة، فيما إدارة الخطة وضعت بيد "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة غامضة لا تحظى بثقة الفلسطينيين. 

ويشار إلى أن شركته قد رفضت التعاون، مؤكدًا وجود أدلة تشير إلى أن هذه المنظمة تحمل أجندة سياسية تضر بالقضية الفلسطينية.

انسحاب جمعيات وأزمة التوزيع

من جانبه، كشف أحمد الحلو، رئيس جمعية أصحاب البترول، إنه تلقى اتصالًا من "منظمة أمريكية" تبحث عن عطاءات لتشغيل موظفين في مراكز التوزيع، لكنه انسحب سريعًا بعد اكتشافه معارضة المجتمع المحلي للخطة، خشية أن تدفع الخطة سكان الشمال إلى النزوح جنوبًا. 

وتجدر الإشارة إلى أن اليوم الأول لتوزيع المساعدات شهد فوضى عارمة، فقد المتعهدون الأمنيون السيطرة على المراكز وسط تدفق هائل للسكان، مما دفع الشركة الأمريكية إلى التخلي عن نظام التسجيل بسبب كثافة الأعداد وعدم جاهزيته.

"الإخوة الثلاثة" وارتباطات مشبوهة

كما تولت شركة "الإخوة الثلاثة" إدارة التوزيع والتواصل مع المستفيدين، وهي شركة معروفة لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولها تاريخ طويل من التعاون معها، حسبما أكد مصدر مطلع. 

وإلى ذلك، قد تم منحها حقوقاً حصرية لاستيراد البضائع التجارية إلى غزة خلال فترة الحرب، ما مكنها من احتكار تصاريح الاستيراد ورفع الأسعار على المستهلكين، بحسب تقرير وزارة الاقتصاد الفلسطينية في رام الله الصادر في أبريل 2024.

وفي سياق متصل، وصفت "الصحيفة"، الشركة بأنها شركة تعمل أساساً في مجال البنزين، ولم تكن معروفة على نطاق واسع قبل حصولها على هذه التصاريح من إسرائيل، مما أثار جدلاً واسعًا حول خلفياتها ودور إدارتها في الأزمة الإنسانية.

فايننشال تايمز