في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الانتقادات الدولية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شهدت الساحة السياسية في إسرائيل حدثًا لافتًا، تمثل في خضوع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعملية جراحية دقيقة، تزامنًا مع تقارير صادمة عن البصمة المناخية الكارثية للحرب على غزة، والتي باتت تؤثر على المناخ العالمي بأكثر مما تفعله مئة دولة.
نتنياهو يخضع لجراحة
أعلن مركز "هداسا – عين كارم" الطبي في القدس صباح الجمعة، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خضع لعملية جراحية لاستئصال البروستاتا، بعد إصابته بعدوى في المسالك البولية ناجمة عن تضخم البروستاتا، وهي حالة طبية شائعة بين الرجال في سن متقدمة.
وأوضح الدكتور عوفر غوفريت، الطبيب الجراح المشرف على العملية، أن الفحوصات الدقيقة بعد التدخل الجراحي لم تظهر وجود أي أورام خبيثة أو مؤشرات على الإصابة بالسرطان.
اقرأ أيضًا:
- أزمة جديدة تواجه نتنياهو.. حزب "شاس" يهدد بانهيار الحكومة بسبب هذا القانون
- أولمرت يفتح النار على حكومة نتنياهو ويكشف فظائع حرب غزة
وفي ضوء ضرورة خضوع نتنياهو للعملية وتعطيله المؤقت عن أداء مهامه، صادق مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي عبر تصويت هاتفي طارئ على تكليف وزير القضاء ياريف ليفين بمهام القائم بأعمال رئيس الحكومة اعتبارًا من الساعة السادسة صباحًا وحتى استكمال العملية وعودة نتنياهو لممارسة مهامه.
كما نص قرار الحكومة على منح ليفين كامل الصلاحيات لعقد اجتماعات الحكومة وإدارتها عند الضرورة، بينما تم تكليف وزير الأمن، يسرائيل كاتس، بتولي رئاسة اللجنة الوزارية للشؤون الأمنية (الكابينيت السياسي–الأمني)، لضمان استمرار اتخاذ القرارات الأمنية الطارئة خلال فترة غياب نتنياهو المؤقت.
البصمة الكربونية لحرب غزة
في سياق منفصل، نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية دراسة علمية حديثة تكشف عن أبعاد كارثية جديدة للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، مشيرة إلى أن تداعياتها لم تعد محصورة في حدود الجغرافيا أو الخسائر البشرية، بل امتدت إلى المجال البيئي والمناخي العالمي.
ووفقًا للدراسة، فإن الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أول 15 شهرًا من العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة تجاوزت الانبعاثات السنوية الفردية التي تصدرها أكثر من 100 دولة حول العالم.
وقدرت الدراسة أن البصمة المناخية طويلة الأمد للحرب – وتشمل تدمير البنية التحتية في غزة وإعادة إعمارها لاحقًا – قد تتجاوز 31 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (tCO2e).
وللمقارنة، فإن هذه الكمية من الانبعاثات تفوق ما تصدره دول مثل كوستاريكا وإستونيا مجتمعتين خلال عام كامل، مما يعكس حجم الدمار البيئي الموازي للدمار الإنساني الذي تخلفه آلة الحرب الإسرائيلية.
حرب غير متكافئة
وتضيف الدراسة أبعادًا سياسية وأخلاقية للنقاش المناخي، إذ تؤكد أن الحصار الشامل المفروض على غزة، والتدمير واسع النطاق، والرفض الإسرائيلي للامتثال لأحكام القضاء الدولي، يكشف عن اختلال جذري في ميزان القوة العسكرية بين إسرائيل والفلسطينيين، مدعومًا بـ"غطاء غير مشروط تقريبًا" من قبل قوى غربية كبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ويظهر هذا الدعم العسكري والدبلوماسي المستمر لإسرائيل، برغم التحذيرات الدولية من الكارثة الإنسانية والمناخية، نوعًا من الازدواجية الأخلاقية الدولية، حيث تمنح إسرائيل الحق في استخدام طاقة عسكرية هائلة تتسبب في دمار بيئي ومجتمعي يفوق ما تسببه حروب إقليمية أخرى، دون تحميلها المسؤولية المناخية التي تقع على كاهل دول الجنوب الفقير في المقابل.