"أشعر بالخجل والذنب".. جندي إسرائيلي يهين نتنياهو ويكشف عن جريمة جماعية

نتنياهو
نتنياهو

في تطور لافت يعكس حجم التصدع داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أدلى أحد جنود سلاح الجو الإسرائيلي بتصريحات غير مسبوقة لشبكة "NBC نيوز" الأمريكية، اتهم فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم بتعمد إهمال قضية الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وذلك بهدف الحفاظ على تماسك حكومته اليمينية المتطرفة، حتى ولو كان ذلك على حساب أرواح المدنيين.

اقرأ أيضًا:

تصريحات الجندي 

وقال الجندي، الذي لم تكشف هويته حفاظًا على سلامته، إن تصريحات وسلوك وزراء الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالحرب على غزة "لا تليق بمسؤولين يتمتعون بأي قدر من الأخلاق أو الحس الإنساني"، على حد تعبيره. 

وأكد: "أنا أشعر بالخجل كجندي في الجيش، والذنب يثقل صدري لأن الناس داخل غزة يموتون من الجوع بسبب قرارات اتخذتها حكومتي".

وأضاف الجندي: "كإسرائيلي، وكإنسان قبل أن أكون عسكريًا، أطالب الحكومة الإسرائيلية بأن تتوقف فورًا عن استخدام سياسة التجويع ضد أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، هذا ليس سلوكًا مشروعًا بل جريمة جماعية، أرفض تمامًا أن أكون جزءًا من جرائم حرب، وهذا هو الموقف الوطني الحقيقي في رأيي".

حرب غير شرعية

ولم تكن هذه الشهادة الفردية حالة معزولة، إذ انضم إليها طيار إسرائيلي متقاعد بتصريحات أكثر حدة، قال فيها إن "إسرائيل أصبحت رهينة لشركاء نتنياهو المتطرفين في الحكومة، الذين يبتزونه سياسيًا من أجل تمرير أجنداتهم المتشددة، وهو يرضخ لهم فقط ليضمن بقاءه في منصبه، حتى لو كان الثمن هو استمرار حرب غير شرعية".

وأضاف الطيار، في تصريحاته التي نقلتها الشبكة الأمريكية: "زملائي في الجيش لا يدعون إلى إنهاء الحرب لأنهم مرهقون أو تعبوا من القتال، بل لأنهم باتوا على قناعة عميقة أن ما يحدث في غزة يتجاوز حدود الأخلاق والقانون، وأن هذه الحرب باتت غير مبررة من أي زاوية إنسانية أو سياسية".

وتعكس هذه التصريحات تزايد حالة الانقسام داخل إسرائيل، ليس فقط على المستوى الشعبي والسياسي، بل حتى داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية التي لطالما كانت العمود الفقري للسياسات الإسرائيلية. 

كما تسلط الضوء على أزمة القيادة داخل حكومة نتنياهو، التي تواجه اتهامات متصاعدة من الداخل والخارج بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة، وتغليب المصالح السياسية الضيقة على حساب حياة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

اليوم السابع