كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في تقريرها الصادر اليوم الأحد، عن تعمق الخلافات بين حركة حماس والولايات المتحدة بشأن المبادرة الأميركية الجديدة الرامية إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ عشرين شهرًا، ما يضعف فرص التوصل إلى حل قريب.ويبدد الآمال الدولية في انفراجة وشيكة للصراع.
وبحسب الصحيفة، فإن رد حماس على المقترح الأميركي الأخير تضمن المطالبة بضمانات حقيقية تؤكد أن المفاوضات المستقبلية سوف تنتهي بوقف كامل للحرب، وهو ما اعتبره المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف "غير مقبول بتاتًا"، في تعبير واضح عن استياء واشنطن من تحفظات الحركة.
بنود المقترح الأميركي
أوضحت الصحيفة أنها اطلعت على مسودة الاتفاق، والتي تتضمن دعوة حماس إلى إطلاق سراح 10 رهائن من أصل 20 تقريبًا تعتقد إسرائيل أنهم ما زالوا أحياء، إلى جانب تسليم جثث رهائن آخرين، وفي المقابل، تلتزم إسرائيل بالإفراج عن عدد أكبر بكثير من الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم.
اقرأ أيضًا:
- بعد رفض مقترح ويتكوف.. إسرائيل تستعد للرد على حماس باستخدام ورقة ضغط غير تقليدية تتعلق بالمساعدات
- حماس تفاجئ الوسطاء بردها الأخير على مقترح ويتكوف.. هل اقتربت الهدنة؟ (تفاصيل)
وتشمل المبادرة وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار مدته 60 يومًا، يفترض خلاله أن تستأنف المفاوضات بشكل مكثف بهدف التوصل إلى حل نهائي يضع حدًا للحرب.
الموقف الأميركي
عقب تسلم الرد الرسمي من حماس مساء السبت، نشر ويتكوف بيانًا على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه: "رد حماس لن يؤدي إلا إلى التراجع، ونصر على ضرورة قبول مقترح الإطار الحالي كما هو، لبدء محادثات التقارب فورًا هذا الأسبوع".
ويعكس هذا التصريح رفضًا أميركيًا واضحًا لأي تعديلات جديدة تطلبها الحركة، ويضع مستقبل المبادرة برمتها في مهب الريح، خصوصًا مع استمرار التحفظات على عدة بنود جوهرية.
موقف حماس
من جهته، أصدر باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس، بيانًا أكد فيه أن الحركة لم ترفض مقترح ويتكوف، لكنها تعترض بشدة على ما وصفها بـ"المطالب الإسرائيلية الإضافية التي طرحت ضمن الصيغة المعدلة".
وأكد نعيم أن حماس تطالب بضمانات قاطعة أن المفاوضات القادمة ستنهي الحرب بشكل نهائي، وليس مجرد هدنة مؤقتة تستأنف بعدها العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وبحسب نسخة من رد حماس اطلعت عليها الصحيفة، فإن الحركة اقترحت تعديلات تتعلق بتسليم الرهائن على مراحل، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع، بالإضافة إلى العودة إلى آلية تسليم المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة، بعيدًا عن السيطرة الإسرائيلية المباشرة.
مخاوف الحركة
وأشارت الصحيفة إلى أن أبرز الهواجس التي طرحتها حماس تتعلق ببند في الاتفاق يبقي لإسرائيل الحق في استئناف عملياتها العسكرية بعد انتهاء فترة التهدئة، وهو ما تعتبره الحركة ثغرة خطيرة تسمح بتجدد القتال دون ضمانات دولية أو سياسية بإنهائه.
وتبرر إسرائيل ذلك بأنها لن تتخلى عن هدفها المعلن، المتمثل في إنهاء سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وهو ما يعكس تناقضًا جوهريًا في أهداف الطرفين، ويعقد التوصل إلى صيغة توافقية.
وتأتي هذه التطورات رغم تصريحات متفائلة أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل يومين، زعم فيها أن إسرائيل وحماس "قريبتان جدًا" من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما رآه البعض تناقضًا مع نبرة المبعوث ويتكوف المتشددة.
ويرى مراقبون أن الخلاف بين الطرفين لا يتعلق فقط بالتفاصيل الفنية، بل بجوهر الرؤية حول مستقبل غزة، وطبيعة الضمانات السياسية والعسكرية المطلوبة، وهو ما يصعب مهمة الوسطاء ويزيد من تعقيد المشهد.