شهد قطاع غزة، فجر اليوم الإثنين، تصعيدًا خطيرًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث شنت الطائرات الحربية للاحتلال سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت مناطق مأهولة بالسكان في مختلف أنحاء القطاع، كان أبرزها استهداف مسجد الأنصار الواقع في وسط مدينة دير البلح.
وأسفرت هذه الغارة الجوية المباشرة عن تدمير المسجد بالكامل، في خطوة تعكس تصعيدًا جديدًا وخطيرًا ضمن سياسة استهداف البنية التحتية والمرافق الدينية.
غارات إسرائيلية
بالتوازي مع ذلك، دوّت انفجارات ضخمة في مدينة خانيونس جنوب القطاع، نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت أحد المواقع هناك، ما تسبب في اهتزاز أرجاء المدينة وخلق حالة من الفزع بين السكان، وبحسب إفادات شهود عيان من مختلف مناطق القطاع، فإن أصوات الانفجارات تسمع بشكل متزامن في عدة مناطق، في وقت تشهد فيه غزة قصفًا غير مسبوق من حيث الشدة والاتساع.
اقرأ أيضًا:
- جيش الاحتلال يعلن توسيع العمليات البرية في قطاع غزة بأوامر من رئيس الأركان
- بيان مصري-قطري: مقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار في غزة
وامتد تأثير القصف إلى خارج حدود القطاع، حيث أفاد سكان من النقب وجنوب الضفة الغربية أنهم شعروا بهزات أرضية خفيفة، رجحت مصادر محلية أنها ناجمة عن الضربات الجوية العنيفة التي استهدفت غزة، ما يعكس حجم القوة المستخدمة في الهجمات.
وفي تطور ميداني آخر، واصلت القوات الإسرائيلية عمليات التدمير الممنهج في المناطق الغربية من شمال القطاع، حيث أقدمت على تفجير عدد من المنازل السكنية، مما أدى إلى موجة نزوح جديدة بين الأهالي الذين باتوا يفرون من المناطق المهددة نحو أماكن يعتبرونها أكثر أمانًا، رغم قلة الخيارات المتاحة.
قصف مدفعي
وفي شمال خانيونس، استمر القصف المدفعي الإسرائيلي على منطقتي السطر الشرقي والسطر الغربي، وسط تحذيرات من ازدياد عدد الإصابات بين المدنيين واتساع دائرة الدمار، لا سيما في ظل تواصل الاستهداف العشوائي للأحياء السكنية.
كما شن الطيران الحربي التابع للاحتلال غارات جوية شديدة على مناطق متفرقة من شمال القطاع، منها بلدة جباليا البلد، حيث طال القصف منطقة الشرق، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والمنازل.
وامتدت الغارات إلى مدينة خانيونس من جديد، حيث استهدف الطيران الحربي محيط حي الأمل، وكذلك بلدة القرارة شمال شرق المدينة، ما تسبب بخسائر مادية واسعة في ممتلكات المدنيين.
وعلى امتداد الجبهة الغربية من قطاع غزة، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيرانها وقنابل إنارة باتجاه منطقة العلم غرب مدينة رفح، تزامنًا مع إطلاق كثيف للنيران من الدبابات المتمركزة في المنطقة، مما تسبب في حالة من الهلع والذعر بين المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن الذين وجدوا أنفسهم في مرمى النيران بلا سابق إنذار.
استهداف شمال غزة
وفي فجر هذا اليوم، استهدفت المدفعية الإسرائيلية المنطقة المحيطة بدوار الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة، وذلك بالتزامن مع عمليات قصف جوي مكثف من طائرات مسيرة من نوع "كواد كابتر"، استهدفت مناطق شرقي المدينة، ما أدى إلى مزيد من الأضرار في الأحياء السكنية المكتظة.
وشهدت مدينة غزة قصفًا مدفعيًا وجويًا تركز على المناطق الشمالية وشمال غرب المدينة، حيث استُهدف محيط منطقة الصفطاوي، فيما شنت الطائرات الحربية غارات عنيفة على حي الشيخ رضوان، أحد الأحياء المكتظة بالسكان شمال المدينة، ما أسفر عن وقوع دمار واسع النطاق في الممتلكات.
وفي تطور مأساوي، أعلنت مصادر طبية صباح اليوم عن سقوط 3 شهداء و35 إصابة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمجموعة من المدنيين بالقرب من مركز مساعدات تابع لإحدى الشركات الأمريكية غربي مدينة رفح، في وقت كانت فيه العائلات تتوافد لتلقي المساعدات الإنسانية.
